كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
كثير من الجراجمة والأنباط ، وأباق عبيد المسلمين ، وغيرهم ، وسار إلى لبنان ، فلما فرغ عبد الملك من عمرو أرسل إلى هذا الخارج عليه ، فبذل له في جمع ألف دينار ، فركن إلى ذلك ، ولم يفسد في البلاد ، ثم وضع عليه عبد الملك سحيم بن المهاجر ، فتلطف حتى وصل إليه متنكراً ، وأظهر الميل إليه ، ووعده أن يدله على عورات عبد الملك ، وما هو خير له من الصلح ؛ فوثق به ، ثم أتاه سحيم في جيش من موالي عبد الملك وبني أمية وجند من ثقات جنده والخارج ومن معه على غير أهبة ، فدهمهم ، وأمر فنودي : من أتانا من العبيد يعني الذين كانوا معه فهو حر ، وثبت في الديوان ؛ فالتحق به خلق كثير منهم ، وقاتلوا معه ، فقتل الخارج ومن أعانه من الروم ، وقتل نفر من الجراجمة والأنباط ، ونادى بالأمان فيمن بقي منهم فتفرقوا ، وعاد إلى عبد الملك ووفى للعبيد .
وفي سنة تسع اجتمعت الروم واستجاشوا على من بالشام ، فصالح عبد الملك ملكهم على أن يؤدى إليه في كل جمعة ألف دينار .
وفيها كان يوم الجفرة وقد تقدم ذكره في أخبار ابن الزبير رضي الله عنه .
ذكر خبر عمير بن الحباب بن جعدة السلمي وما كان بين قيس وتغلب من الحروب إلى أن قتل عمير ابن الحباب وما كان بعد ذلك
.
كان مقتل عمير بن الحباب في سنة سبعين ، وكان سبب ذلك أن عمير بن الحباب لما انقضى مرج راهط التحق بزقر بن الحارث الكلابي بقرقيسيا ، ثم بايع مروان وفي نفسه ما فيها بسبب قتل قيس بالمرج ، فلما سار عبيد الله بن زياد إلى الموصل كان معه ، وقد ذكرنا اتفاقه مع إبراهيم بن الأشتر وانهزامه ، حتى قتل عبيد الله بن زياد ، وانهزمت جيوش الشام ، فلما كان ذلك أتى عمير ابن الحباب قرقيسيا ، وصار مع زفر بن الحارث ، فجعلا يطبان كلباً واليمانية بمن قتلوا من قيس ، وكان معهما قوم من تغلب يقاتلون معهما ، ويدلونهما ، وشغل عبد الملك عنهما

الصفحة 65