كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 66 """"""
بمصعب ، وتغلب عمير على نصيبين ، ثم مل المقام بقرقيسيا ، فاستأ من إلى عبد الملك ، فأمنه ، ثم غدر به فحبسه عند مولاه الريان ، فسقاه عمير ومن معه من الحرس خمراً حتى أسكرهم ، وتسلق في سلم من الحبال ، وخرج من الحبس ، وعاد إلى الجزيرة ، ونزل على نهر البليخ بين حران والرقة ، فاجتمعت إليه قيس ، فكان يغير بهم على كلب واليمانية ، وكان من معه يسيئون جوار تغلب ، ويسخرون مشايخهم من النصارى ، فهاج ذلك بينهم شراً ، إلا أنه لم يبلغ الحرب . ثم إن عمير أغار على كلب ، ورجع فنزل على الخابور ، وكانت منازل تغلب بين الخابور والفرات ودجلة ، وكانت بحيث نزل عمير - امرأة من تميم ناكح في تغلب ، يقال لها أم ذويل ، فأخذ غلام من بني الحريش أصحاب عمير عنزاً من إنهما ، فشكت ذلك إلى عمير ، فلم يمنع عنها ، فأخذوا الباقي ، فمانعهم قوم من تغلب ، فقتل منهم رجل يقال له مجاشع التغلبي ، وجاء ذويل فشكت أمه إليه ، وكان من فرسان تغلب ، فسار في قومه وجعل يذكرهم ما يصنع بهم قيس ، فاجتمع منهم جماعة وأمروا عليهم شعيث ابن مليل التغلبي ، فأغاروا على بني الحريش ومعهم قوم من نمير ، فقتل فيهم التغلبيون واستاقوا ذوداً لامرأة منهم يقال لها أم الهيثم ، فمانعهم القيسيون ، فلم يقدروا على منعهم ، فكان بينهم أيام مذكورة نن نذكرها على سبيل الاختصار ؛ منها : يوم ماكسين : قال : ولما استحكم الشر بين قيس وتغلب ؛ وعلى قيس عمير ، وعلى تغلب شعيث بن مليل غزا عمير بني تغلب وجماعتهم بماكسين من الخابور فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وهي أول وقعة كانت بينهم ، فقتل من بني تغلب خمسمائة وقتل شعيث ، وكانت رجله قد قطعت ، فجعل يقاتل حتى قتل ، وهو يقول :