كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 68 """"""
ويوم المعارك : والمعارك بين الحضر والعقيق من أرض الموصل ، اجتمعت تغلب بهذا المكان فالتقوا هم وقبس ، واقتتلوا به ، فاشتد قتالهم ، فانهزمت تغلب ، فيقال : إن يوم المعارك والحضر واحد هزموهم إلى الحضر ، وقتلوا منهم بشراً كثيراً ، وقيل : هما يومان ، كانا لقيس على تغلب . والتقوا أيضاً بلبي فوق تكريت فتناصفوا ، فقيس تقول : كان الفضل إلي ، وتغلب تقول : كان لنا .
ويوم الشرعبية : ثم التقوا بالشرعبية فكان بينهم قتال شديد كان لتغلب على قيس ، قتل يومئذ عمار بن المهزم السلمي . والشرعبية هذه من بلاد تغلب ليست الشرعبية التي ببلاد منبج .
ويوم البليخ : والبليخ : نهر بين حران والرقة اجتمعت تغلب ، وسارت إليه ، وهناك عمير في قيس ، فالتقوا واقتتلوا فانهزمت تغلب ، وكثر القتل فيها وبقرت بطون النساء كما فعلوا يوم الثرثار . والله علم .
ذكر يوم الحشاك ومقتل عمير بن الحباب السلمي وابن هوبر التغلبي
قال : ولما رأت تغلب إلحاح عمير بن الحباب عليها جمعت حاضرها وباديها ، وساروا إلى الحشاك - وهو نهر قريب من الشرعبية ، فأتاهم عمير في قيس ، ومعه زفر بن الحارث الكلابي ، وابنه الهذيل بن زفر ، وعلى تغلب ابن هوبر ، فاقتتلوا عند تل الحشاك أشد قتال حتى جن عليهم الليل ، ثم تفرقوا واقتتلوا من الغد إلى الليل ، ثم تحاجزوا وأصبحت تغلب في اليوم الثالث ، فتعاقدوا ألا يفروا ، فلما رأى عمير جدهم وأن نساءهم معهم قال لقيس : يا قوم ؛ أرى لكم أن تنصرفوا عن هؤلاء فإنهم مستقتلون ، فإذا اطمأنوا وساروا وجهنا إلى كل قوم منهم من يغير عليهم . فقال له