كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي : قتلت فرسان قيس أمس وأول أمس ، ثم ملىء سحرك وجبنت . ويقال : إن الذي قال هذه المقالة عيينة بن أسماء بن خارجة الفزاري ، وكان أتاه منجداً ، فغضب عليه عمير ونزل وجعل يقاتل راجلاً وهو يقول :
أنا عمير وأبو المغلس . . . قد أحبس القوم بضنك فاحبس
وانهز زفر بن الحارث في اليوم الثالث ، فلحق بقرقيسا ، وذلك أنه بلغه أن عبد الملك عزم على الحركة إليه بقرقيسيا ، فبارد إليها ، وانهزمت قيس ، وشد على عمير جميل بن قيس من بني كعب بن زهير فقتله .
ويقال : بل اجتمع على عمير غلمان من بني تغلب فرموه بالحجارة وقد أعيا حتى أثخنوه ، وكر عليه ابن هوبر فقتله ، وأصابت ابن هوبر جراحة ، فلما انقضت الحرب أوصى بني تغلب أن يولوا أمرهم مرار بن علقمة الزهيري . وقيل : إن ابن هوبر جرح في اليوم الثاني من أيامهم هذه ، فأوصى أن يولوا مراراً أمرهم ، ومات من ليلته ، وكان مرار رئيسهم في اليوم الثالث ، فعبأهم على راياتهم ، وأمر كل بني أب أن يجعلوا نساءهم خلفهم ، وكان ما تقدم .
وكثر القتل يومئذ في بني سليم وغنى خاصة ، وقتل من قيس أيضاً بشر كثير ، وبعث بنو تغلب رأس عمير إلى عبد الملك بن مروان ؛ فأعطى الوفد ، وكساهم . فلما صالح عبد الملك زفر بن الحارث اجتمع الناس عليه ، فقال الأخطل :
بني أمية قد ناضلت دونكمو . . . أبناء قوم هم آووا وهم نصروا وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصا . . . فبايعوا لك قسراً بعدما قهروا
ضجوا من الحرب إذ عضت غواربهم . . . وقيس عيلان من أخلاقها الضجر
وكان مقتل عمير بن الحباب في سنة سبعين كما تقدم .

الصفحة 69