كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
وألا يسار فينا إلا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا حتى هلك ، ولا حاجة لنا في سيرة عثمان بن عفان في فيئنا ولا في أنفسنا ، ولا في أنفسنا ، ولا في سيرة في فيئنا ، وإن كانت أهون السيرتين علينا ، وقد كان يفعل بالناس خيراً .
فقال يزيد بن أنس : صدق السائب وبر ، فقال ابن مطيع : نسير فيكم بكل سيرة أحببتم ، ثم نزل .
و جاء إياس بن مضارب إلى مطيع فقال له : إن السائب بن مالك من رءوس أصحاب المختار ، فأبعث إلى المختار ، فإذا جاءك فاحبسه حتى يستقيم أمر الناس ، فإن أمره قد استجمع له ، وكأنه قد وثب بالمصر .
فبعث ابن مطيع إلى المختار زائدة بن وحسين بن علي البرسمي ، فقالا له ، أجب الأمير ، فعزم على الذهاب فقرأ زائدة : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك 000 " الآية . فألقى المختار ثيابه وقال : ألقوا علي قطيفة فإني وعكت ، إني لأجد برداً شديداً ، ارجعا إلى الأمير فأعلماه حالي ، فعادا إليه فأعلماه فتركه .
و وجه المختار إلى أصحابه ، فجمعهم حوله في الدور ، وأراد أن يثب في الحرم ، فجاء رجل من أصحابه من شبام ، وشبام : حي من همدان ، وكان شريفاً ، و اسمه عبد الرحمن بن شريح ، فلقي سعيد بن منقذ الثوري ، وسعر بن أبي سعر الحنفي ، والأسود بن جراد الكندي ، وقدامة بن مالك الجشمي ، فقال لهم : إن المختار يريد أن يخرج بنا ، ولا ندري أرسله بن حنيفة أم لا ؟ فانهضوا بنا إلى محمد ابن الحنيفة نخبره بما قدم به علينا المختار ، فإن رخص لنا في اتباعه أتبعناه ، وإن نهانا عنه اجتنبناه ، فو الله ما ينبغي أن يكون شيء من الدنيا آثر عندنا من سلامة ديننا ، فأستصوبوا راية ، وخرجوا إلى ابن الحنفية ، فلما قدموا عليه سألهم عن حال الناس ، فأخبروه وأعلموه حال المختار ، فقال : والله لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه ، فعادوا .
و كان مسيرهم قد شق على المختار ، وخاف أن يعودوا بما يخذل الشيعة عنه ، فلما قدموا الكوفة دخلوا عليه ، فقال : ما وراءكم ؟ فقد فتنتم وأربتم ، فقالوا : قد أمرنا بنصرك ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، أجمعوا الشيعة ، فجمع من كان قريباً منه ، فقال

الصفحة 7