كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 76 """"""
هممت ولم أفعل وكدت وليتني . . . فعلت فأدمنت البكا لأقاربه
فأوردتها في النار بكر بن وائل . . . وألحقت من قد خر شكراً بصاحبه
وقال عبد الملك : لقد هممت أن أقتل ابن ظبيان فأكون قد قتلت أفتك الناس بأشجع الناس .
وأمر عبد الملك لابن ظبيان بألف دينار ، فقال : لم أقتله على طاعتك ، وإنما قتلته بأخي النابي بن زياد ، ولم يأخذ منها شيئاً . وكان النابي قد قطع الطريق فقتله مطرف الباهلي صاحب شرطة مصعب .
وكان قتل مصعب بدير فقتله مطرف الباهلي صاحب شرطة مصعب .
وكان قتل مصعب بدير الجاثليق عند نهر دجيل ، وأمر عبد الملك به وبابنه عيسى فدفنا ، وقال : كانت الحرمة بيننا وبينه قديمة ، ولكن هذا الملك عقيم . قال : ثم دعا عبد الملك جند العراق إلى البيعة فبايعوه ، وسار حتى دخل الكوفة ، فأقام بالنخيلة أربعين يوماً ، وخطب الناس بالكوفة ، فوعد المحسن وتوعد المسىء ، وقال : إن الجامعة التي وضعت في عنق عمرو بن سعيد عندي ، ووالله لا أضعها في عنق رجل فأنتزعها إلا صعدا لا أفكها عنه فكا ، فلا يبقين امرؤ إلا على نفسه ، ولا يوبقني دمه . والسلام .
قال عبد الملك بن عمير : كنت مع عبد الملك بقصر الكوفة حين جىء برأس مصعب فوضعت بين يديه ، فرآني قد ارتعدت ، فقال لي : مالك ؟ فقلت : أعيذك بالله يا أمير المؤمنين كنت بهذا القصر بهذا الموضع مع عبيد الله بن زياد فرأيت رأس الحسين رضي الله عنه بين يديه ، ثم كنت فيه مع المختار بن أبي عبيد فرأيت رأس عبيد الله بن زياد بين يديه ، ثم رأيت رأس مصعب فيه بين يديك . فقام عبد الملك من مقامه ذلك ، وأمر بهدم ذلك الطاق الذي كنا فيه ، وقال عبد الملك ابن مروان : متى تخلف قريش مثل المصعب ثم قال : هذا سيد شباب قريش . فقيل له : أكان يشرب الطلا ؟ فقال : لو علم المصعب أن الماء يفسد مروءته ما شربه حتى يموت عطشا .