كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 80 """"""
فبينما الرسل تختلف بينهم إذ جاء رجل من كلب ، فقال : قد هدم من المدينة أربعة أبراج ، فقال عبد الملك : لا أصالحهم ، وزحف إليهم ، فهزموا أصحابه حتى أدخلوهم عسكرهم ، فقال : أعطوهم ما أرادوا . قال زفر : لو كان قبل هذا لكان أحسن ، واستقر الصلح على أمان الجميع ، ووضع الدماء والأموال ، وألا يبايع عبد الملك حتى يموت اين الزبير للبيعة التي له في عنقه ، وأن يعطى مالاً يقسمه في أصحابه ، وخاف زفر أن يغدر به عبد الملك كما غدر بعمرو بن سعيد ، فلم ينزل إليه ، فأرسل إليه بقضيب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أماناً له ، فنزل إليه ، فلما دخل عليه أجلسه معه على سريره ، فلم رأى عبد الملك قلة من مع زفر قال : لو لمت بأنه في هذه القلة لحاصرته أبداً حتى نزل على حكمي ، فبلغ قوله زفر فقال : إن شئت رجعنا ورجعت . قال : بلى نفي لك يا أبا الهذيل . وأمر زفر ابنه الهذيل أن يسير مع عبد الملك إلى قتال مصعب ، وقال : أنت لا عهد عليك ، فسار معه ، فلما قارب مصعباً هرب إليه ، وقاتل مع ابن الأشتر . فلما قتل ابن الأشتر اختفى الهذيل في الكوفة حتى استؤمن له من عبد الملك فأمنه .
قال : وتزوج مسلمة بن عبد الملك الرباب بنت زفر فكان يؤذن لإخوتها : الهذيل والكوثر في أول الناس .
وفي هذه السنة ، أعني سنة إحدى وسبعين ، افتتح عبد الملك قيسارية في قول الواقدي رحمه الله .
ذكر مقتل عبد الله بن خازم واستيلاء عبد الملك على خراسان
ولما قتل مصعب كان عبد الله بن خازم يقاتل بحير بن ورقاء لصريمي التميمي بنيسابور ، فكتب عبد الملك إلى ابن خازم يدعوه إلى البيعة ويطعمه خراسان سبع سنين ، وأرسل الكتاب مع سورة ابن أشيم النميري ، فقال له ابن خازم : لولا أن أضرب بين بني سليم وبين عامر لقتلتك ، ولكن كل كتابه ، فأكله . وقيل : بل كان الكتاب مع سوادة بن عبيد الله النميري . وقيل : مع مكمل الغنوى . فقال له ابن