كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)
"""""" صفحة رقم 81 """"""
خازم : إنما بعثك أبو الذبان لأنك من غنى ، وقد علم أني لا أقتل رجلاً من قيس ، ولكن كل كتابه وكتب عبد الملك إلى بكير بن وساج ، وكان خليفة ابن خازم على مرو ، بعهده على خراسان ، ووعده ومناه ، فخلع بكير عبد الله ابن الزبير ودعا إلى عبد الملك ، فأجابه أهل مرو ، وبلغ ابن خازم ، فخاف أن يأتيه بكير فيجتمع عليه أهل مرو وأهل نيسابور ، فترك بحيراً وأقبل إلى مرو ، فاتبعه بير فلحقه بقرية على ثمانية فراسخ من مرو ، فقاتله ، فقتل ابن خازم ، وكان الذي قتله وكيع بن عمرو القريعي ، اعتوره وكيع وبحير بن ورقاء وعمار بن عبد العزيز ، فطعنوه ، فصرعوه ؛ وقعد وكيع على صدره فقتله ، وبعث بشيراً بقتله إلى عبد الملك ، ولم يبعث برأسه .
وأقبل بكير في أهل مرو ، فوافاهم حين قتل ابن خازم ، فأراد أخذ الرأس وإنفاذه إلى عبد الملك ، فمنعه بحير فضربه بعمود وحبسه ، وسير الرأس إلى عبد الملك ، وذلك في سنة اثنتين وسبعين .
وقيل : بل كان مقتله بعد قتل عبد الله بن الزبير ، وأن عبد الملك أنفذ إليه رأس ابن الزبير ، ودعاه إلى نفسه فغسله وكفنه ، وبعثه إلى أهله بالمدينة ، وأطعم الرسول الكتاب ، وقال : لولا أنك رسول لقتلتك .
وقيل : بل قطع يديه ورجليه وقتله ، وحلف ألا يطيع عبد الملك أبداً . والله أعلم .
ذكر مقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وشيء من أخباره
قال : لما قتل مصعب بن الزبير تقدم الحجاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت في المنام أني أخذت ابن الزبير وسلخته ، فابعثني إليه ، وولني حربه ، فبعثه في ألفين ، وقيل في ثلاثة آلاف ، فسار في جمادي الأولى سنة اثنتين وسبعين ، ونزل الطائف ، وكان يبعث الخيل إلى عرفة في الحل بعد الطائف ، ويبعث ابن الزبير الخيل فيقتلون فتنهزم خيل ابن الزبير ، وتعود خيل الحجاج بالظفر .
ثم كتب الحجاج إلى عبد الملك يستأذنه في دخول الحرم وحصر ابن الزبير ، ويخبره بضعفه وتفرق أصحابه ، ويستمده ، فأمده بطارق بن عمرو مولى عثمان ، وكان عبد الملك قد بعثه في جيش إلى وادي القرى ليمنع عمال ابن الزبير من الانتشار ،