كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 90 """"""
وأقام الحجاج بالحجاز إلى أن نقله عبد الملك إلى ولاية العراق ، وذلك في سنة خمس وسبعين على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر أخبار الخوارج في أيام عبد الملك بن مروان منذ استقل بالأمر
قد ذكرنا أنه لما قتل مصعب بن الزبير كان المهلب بن أبي صفرة يقاتل الخوارج منذ ثمانية أشهر ، وذكرنا مقالتهم لأصحابه حين بلغهم قتل مصعب ، وتبعه عبد الملك ، فلما كان في سنة اثنتين وسبعين استعمل عبد الملك خالد بن عبد الله بن أسيد على البصرة ، فلما قدمها استعمل المهلب على خراج الأهواز ومعونتها ، وبعث أخاه عبد العزيز بن عبد الله إلى قتال الخوارج ، وسير معه مقاتل بن مسمع ، فخرجا يطلبان الأزارقة ، فأتت الخوارج من ناحية كرمان إلى درابجرد وأرسل قطري بن الفجاءة المازني أمير الحج سبعمائة فارس مع صالح ابن مخراق ، فأقبل بهم حتى استقبل عبد العزيز وهو يسير ليلا على غير تعبئة ، فانهزم بالناس ، ونزل مقاتل بن مسمع ، فقاتل حتى قتل .
ولما انهزم عبد العزيز أخذت امرأته ابنة المنذر بن الجارود ، فأقيمت فيمن يزيد ، فبلغت قيمتها مائة ألف ، فجاء رجل من قومها كان من رءوس الخوارج ، فقال : تنحو هكذا ، ما أرى هذه المشركة إلا قد فتنتكم ، فضرب عنقها ، ولحق بالبصرة ، فرآه آل المنذر ، فقالوا : والله ما ندري أنحمدك أم نذمك ؟ فكان يقول : ما فعلته إلا غيرة وحمية .
وانتهى عبد العزيز إلى رامهرمز ، وأتى المهلب خبره ، فأرسل إلى أخيه خالد بن عبد الله بخبر هزيمته ، فقال للرسول : كذبت فقال : إن كنت كاذباً فاضرب عنقي ، وإن كنت صادقاً فأعطني جبتك ومطرفك . قال : ويحك قد رضيت من الخطر العظيم بالخطر اليسير ، ثم حبسه وأحسن إليه لما صح عنده خبر الهزيمة . وفي هذه

الصفحة 90