كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
الهزيمة وفرار عبد العزيز يقول ابن قيس الرقيات :
عبد العزيز فضحت جيشك كلهم . . . وتركتهم صرعى بكل سبيل
من بين ذى عطش يجود بنفسه . . . وملحب بين الرجال قتيل
هلا صبرت مع الشهيد مقاتلا . . . إذ رحت منتكث القوى بأصيل
وتركت جيشك لا أمير عليهمو . . . فارجع بعار في الحياة طويل
ونسيت عرسك إذ تقاد سبية . . . تبكي العيون برنة وعويل قال : وكتب خالد إلى عبد الملك بالخبر ، فكتب إليه يقول : قبح الله رأيك حين تبعث أخاك أعرابيا من أهل مكة على القتال ، وتدع المهلب يجبى الخراج ، وهو الميمون النقيبة ، المقاسي للحرب ، ابنها وابن أبنائها . أرسل إلى المهلب يستقبلهم ، وقد بعثت إلى بشر بالكوفة أن يمدك بجيش ، فسر معهم ، ولا تعمل في عدوك برأي حتى يحضره المهلب . والسلام .
وكتب عبد الملك إلى أخيه بشر ، وهو أمير الكوفة ، يأمره بإنفاذ خمسة آلاف مع رجل يرضاه لقتال الخوارج ، فإذا قضوا غزوتهم ساروا إلى الري ، فقاتلوا عدوهم ، وكانوا مسلحة ، فبعث بشر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فيي خمسة آلاف ، وكتب عهده على الرين وخرج خالد بأهل البصرة حتى قدم الأهواز ؛ وقدمها عبد الرحمن في أهل الكوفة ، وجاءت الأزارقة حتى دنوا من الأهواز ؛ فعبأ خالد أصحابه ، وجعل المهلب على ميمنته ، وداود بن قحذم من بني قيس بن ثعلبة على ميسرته ، ثم زحف خالد إليهم بالناس بعد عشرين ليلة ، فرأوا من كثرة الناس ما ها لهم ، فانصرفوا على حامية ، ولم يقاتلوا ؛ فأرسل خالد داود بن قحذم في آثارهم ، وانصرف عبد الرحمن إلى الري ، وأقام المهلب بالأهواز ، وانصرف خالد إلى البصرة ، وكتب إلى عبد الملك بذلك ، فكتب إلى أخيه بشر يأمه أن يبعث أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة مع رجل بصير بالحرب إلى فارس في طلب الأزارقة ، ويأمر صاحبه بموافقة داود ابن قحذم إن اجتمعا .

الصفحة 91