كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
فبعث بشر عتاب بن ورقاء في أربعة آلاف ، فساروا حتى لحقوا داود ، فاجتمعوا ، ثم اتبعوا الخوارج حتى هلكت خيول عامتهم ، وأصابهم الجوع والجهد ، ورجع عامة الجيش مشاة إلى الأهواز ؛ وذلك في سنة اثنتين وسبعين .
ذكر مقتل أبي فديك الخارجي
قد ذكرنا في أخبار عبد الله بن الزبير قتل نجدة بن عامر وطاعة أصحابه أبا فديك ، فلما كان في سنة اثنتين وسبعين غلب أبو فديك على البحرين ؛ فبعث خالد بن عبد الله أمير البصرة أخاه أمية بن عبد الله في جند كثيف ، فهزمه أبو فديك ، وأخذ جاريةً له ، فاتخذها لنفسه ، فكتب إلى عبد الملك بذلك ، فأمر عبد الملك عمر ابن عبيد الله بن معمر أن يندب الناس من أهل الكوفة والبصرة ويسير إلى قتاله ، فانتدب معه عشرة آلاف ، وسار بهم ، وجعل أهل الكوفة على الميمنة ، وعليهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، وأهل البصرة على الميسرة وعليهم عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ، وهو ابن أخي عمر ، وجعل خيله في القلب ، وساروا حتى انتهوا إلى البحرين ، فالتقوا ، واصطفوا للقتال ، فحمل أبو فديك وأصحابه حملة رجلٍ ، فكشفوا ميسرة عمر حتى أبعدوا إلا المغيرة ابن المهلب ، ومجاعة بن عبد الرحمن ، وفرسان الناس ؛ فإنهم مالوا إلى صف أهل الكوفة بالميمنة ، ثم رجع أهل الميسرة وقاتلوا واشتد قتالهم حتى دخلوا عسكر الخوارج ، وحمل أهل الميمنة حتى استباحوا عسكر الخوارج ، وقتلوا أبا فديك ، وحصروا أصحابه حتى نزلوا على الحكم ، فقتل منهم نحو ستة آلاف ، وأسر ثمانمائة ؛ ووجدوا جارية أمية بن عبد الله حبلى من أبي فديك ، وعادوا إلى البصرة ، وذلك في سنة ثلاث وسبعين .
ذكر ولاية المهلب بن أبي صفرة حرب الأزارقة
في سنة أربع وسبعين أمر عبد الملك أخاه بشرا ، وكان قد أضاف إليه ولاية البصرة مع الكوفة ، أن يبعث المهلب بن أبي صفرة لحرب الأزارقة في أهل البصرة ، وأن ينتخب من أراد منهم ، وأن يتركه في الحرب ورأيه ، وأمره أن يبعث من أهل الكوفة رجلاً شريفاً معروفاً بالبأس والنجدة في جيش كثيف إلى المهلب ، وأن يتتبعوا الخوارج حيث كانوا حتى يستأصلوهم .
فأرسل المهلب خديج بن سعيد بن قبيصة ، وأمره أن ينتخب الناس من الديوان ، وشق على بشر أن إمرة المهلب جاءت من قبل عبد الملك ، وبعث بشر عبد الرحمن بن

الصفحة 92