كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 21)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
ما انفكّ يحلب هذا الدّهر أشطره . . . يكون متّبعا طوراً ومتّبعا
وليس يشغله مالٌ يثمّره . . . عنكم ولا ولد يبغي له الرّفعا
حتى استمرت على شزرٍ مريرته . . . مستحكم السنّ لا قحماً ولا ضرعا
وأحسن الحجاج إلى أهل البلاء من أصحاب المهلب وزادهم والله أعلم .
ذكر مقتل قطري بن الفجاءة وعبيدة بن هلال ومن معهما من الأزارقة
كان مقتلهم في سنة سبع وسبعين ، وذلك أنه لما تشتت أمرهم بسبب الاختلاف الذي ذكرناه ، وسار قطري نحو طبرستان ندب الحجاج سفيان بن الأبرد في جيشٍ كثيف ، فسار ، واجتمع معه إسحاق بن محمد بن الأشعث في جيشٍ لأهل الكوفة بطبرستان ، فأقبلا في طلب قطري ، فأدركوه في شعبٍ من شعاب طبرستان ، فقاتلوه ، فتفرق عنه أصحابه ، وسقط عن دابته فتدهده إلى أسفل الشعب ، وأتاه علجٌ من أهل البلد وهو لا يعرفه فقال له قطري : اسقني الماء . فقال العلج : أعطني شيئاً . فقال : ما معي إلا سلاحي ، وإن أتيتني بالماء فهو لك ، فانطلق العلج حتى أشرف على قطري ثم حدر عليه حجراً عظيما من فوقه ، فأصاب وركه فأوهنه ، وصاح بالناس فأقبلوا نحوه . وجاء نفرٌ من أهل الكوفة فقتلوه ، منهم سورة بن أبجر التميمي ، وجعفر بن عبد الرحمن بن مخنف ، والصباح بن محمد بن الأشعث ، وعمر بن أبي الصلت ، وكل هؤلاء ادعى قتله ، فجاءهم أبو الجهم ابن كنانة ، فقال : ادفعوا رأسه إلي حتى تصطلحوا ، فدفعوه إليه ، فأقبل به إلى إسحاق بن محمد ، وهو على أهل الكوفة ، فأرسله معه إلى سفيان بن الأبرد ، فبعثه معه إلى الحجاج ، فسيره معه إلى عبد الملك ، فجعل عطاءه في ألفين ؛ ثم سار سفيان إليهم ، وأحاط بهم وأميرهم عبيدة بن هلال ، فأمر منادياً فنادى : من قتل صاحبه وجاء إلينا فهو آمن ، وحصرهم سفيان حتى أكلوا دوابهم ، ثم خرجوا إليه ، وقاتلوه ، فقتلهم ، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج ، وانقرضت

الصفحة 97