كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 10 """"""
عرضه على إبراهيم بن سلمة فأبى ، فأعلمهم أنه قد اجتمع رأيه على أبي مسلم ، وأمرهم السمع والطاعة له ، ثم قال : إنك رجل منا أهل البيت ، فاحفظ وصيتي : انظر هذا الحي من اليمن فالزمهم ، واسكن بين أظهرهم فإن الله تعالى لا يتم هذا الأمر إلا بهم ، واتهم ربيعة في أمرهم ، وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار ، واقتل من شككت فيه ، وإن استطعت ألا تدع بخراسان من يتكلم العربية فافعل ، وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله ، ولا تخالف هذا الشيخ يعني سليمان بن كثير ولا تعصه ، وإذا أشكل عليك أمر فاكتف به مني .
ذكر إظهار الدعوة بخراسان
وفي سنة تسع وعشرين ومائة : كتب إبراهيم الإمام إلى أبي مسلم يستدعيه ، فسار في النصف من جمادى الآخرة مع سبعين من النقباء ، فلما وصل إلى قومس أتاه كتاب إبراهيم ، يقول : إني قد بعثت إليك براية النصر ، فارجع من حيث لقيك كتابي ، ووجه إلى قحطبة بما معك يوافيني به في الموسم ، وكتاباً إلى سليمان بن كثير ، فانصرف أبو مسلم إلى خراسان ، ووجه قحطبة إلى إبراهيم بما معه من الأموال والعروض ، وقدم أبو مسلم إلى مرو ودفع كتاب الإمام إلى سليمان بن كثير ، يأمره بإظهار الدعوة ، فنصبوا أبا مسلم وقالوا رجل من أهل البيت ، ودعوا إلى طاعة بني العباس ، وأرسلوا إلى من قرب منهم وبعد ممن أجابهم بإظهار الدعوة ، ونزل أبو مسلم قرية من قرى مرو يقال لها فنين ، على أبي الحكم عيسى بن أعين النقيب ، ووجه منها أبا داود النقيب ومعه عمرو بن أعين إلى طخارستان فما دون بلخ ، وأمرهما بإظهار الدعوة في شهر رمضان ، وكان نزوله القرية في شعبان ، وبث الدعاة إلى مرو الروذ والطالقان وخوارزم ، وأمرهم بإظهار الدعوة في شهر رمضان لخمس بقين منه ، وقال لهم فإن أعجلكم عدوكم دون الوقت بالأذى والمكروه فقد حل لكم