كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
ورفضه صديقه ، وزل به الزمان وأناخ عليه الحدثان ، فصار إلى الضيق بعد السعة وعالج البؤس بعد الدعة ، وافترش السخط بعد الرضا ، واكتحل السهر وافتقد الهجوع ، فساعته شهر وليلته دهر ، قد عاين الموت وشارف الفوت ، جزعا . يا أمير المؤمنين ، حجب الله عني فقدك لما أصبت به من بعدك ، لا لمصيبتي بالحال والمال فإن ذلك كان بك ولك ، وكانت عارية في يدي منك ، ولا بأس أن تسترد العواري ، فأما المحنة في جعفر فبجرمه أخذته وبجريرته عاقبته ، وما أخاف عليك زلة في أمره ، ولا مجاورة به فوق ما يستحقه ، فاذكر يا أمير المؤمنين خدمتي وارحم ضعفي وشيبتي ووهن قوتي ، وهب لي رضى عني ، فمن مثلي الزلل ومن مثلك الإقالة ، ولست أعتذر ولكني أقر ، وقد رجوت أن يظهر عند الرضى وضوح عذري ، وصدق نيتي ، وظاهر طاعتي ، وفلج حجتي - ما يكفيني به أمير المؤمنين ، ويرى الجلية فيه ، ويبلغ المراد منه إن شاء الله ، وكتب :
قل للخليفة ذى الصنا . . . يع والعطايا الفاشية
وابن الخلائف من قري . . . ش والملوك الهادية
ملك الملوك وخير من . . . ساس الأمور الماضية
إن البرامكة الذي . . . ن رموا لديلك بداهيه
عمتهم لك سخطة . . . لم تبق منهم باقية
فكأنهم مما بهم . . . أعجاز نخل خاوية
صفر الوجوه عليهم . . . خلع المذلة بادية
مستضعفون مطردو . . . ن بكل أرض قاصية
من دون ما يلقون من . . . عتب يشيب الناصية
أضحوا وجل مناهم . . . منك الرضا والعافية
بعد الوزارة والإما . . . رة والأمور العالية
انظر إلى الشيخ الكبي . . . ر فنفسه لك راجية
أو ما سمعت مقالتي . . . يا ابن الفروع الزاكية
ما زلت أرجو راحة . . . فاليوم خاب رجائيه

الصفحة 102