كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 104 """"""
من لي وقد غضب الإما . . . م على جميع رجاليه
وعدمت طيب معيشتي . . . وتغيرت حالاتيه
يا نعمة الملك الرضا . . . عودي علينا ثانيه ويروى أن الرشيد لما قرأ الأبيات وقع تحت الشعر يقول :
أجرى القضاء عليكم . . . ما جئتموه علانيه
من ترك نصح إمامكم . . . عند الأمور الباديه
يا آل برمك إنما . . . كنتم ملوكاً عاديه
فكفرتم وعصيتم . . . وجحدتم نعمائيه
فسلبتموها هكذا . . . وكذا ترد العاريه
هذه عقوبة من عصا . . . معبوده وعصانيه
وكتب تحت الشعر " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " .
قال : ولم يزل يحيى في الحبس حتى مات سنة تسعين ومائة في المحرم منها ، وهو ابن سبعين سنة ، وتوفي الفضل بن يحيى في المحرم سنة ثلاث وتسعين ومائة .
نعود إلى بقية حوداث سنة سبع وثمانين ومائة من الهجرة .
ذكر القبض على عبد الملك بن صالح
في هذه السنة غضب الرشيد على عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله ، وكان سبب ذلك أنه كان له ولد اسمه عبد الرحمن وبه كان يكنى ، فسعى به إلى الرشيد هو وقمامه كاتب أبيه ، وقالا : إنه يطلب الخلافة ويطمع فيها ، فأخذه وحبسه عند الفضل بن الربيع ، ولم يزل عبد الملك في الحبس إلى أن مات الرشيد ، فأخرجه الأمين واستعمله على الشام .
ذكر غزو الروم
في هذه السنة دخل القاسم بن الرشيد أرض الروم في شعبان ، فصالحه الروم على ثلاثمائة وعشرين أسيراً من المسلمين ، على أن يرحل عنهم فأجاب إلى ذلك ورحل عنهم ، وكان يملك الروم يومئذ امرأة اسمها ريني ، فخلعها الروم وملكوا عليهم