كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 106 """"""
ودخلت سنة ثمان وثمانين ومائة .
في هذه السنة غزا إبراهيم بن جبريل الصائفة ، فدخل أرض الروم من درب الصفصاف فخرج إليه نقفور ملك الروم ، فأتاه من ورائه أمر صرفه عنه ، فلقي جمعاً من المسلمين فجرح ثلاث جراحات وانهزم ، وقتل من الروم أربعون ألفاً وسبعمائة . وحج الرشيد بالناس في هذه السنة .
ودخلت سنة تسع وثمانين ومائة .
ذكر مسير الرشيد إلى الري
في هذه السنة سار الرشيد إلى الري ، وسبب ذلك أن أهل خراسان تظلموا من علي بن عيسى بن ماهان ، وشكوا سوء سيرته فيهم ، وقيل للرشيد إنه قد أجمع على الخلاف ، فسار إلى الري في جمادى الأولى ومعه ابناه المأمون والقاسم المؤتمن ، وأحضر القضاة والشهود وأشهدهم أن جميع ما في عسكره من الأموال والخزائن والسلاح والكراع وغير ذلك للمأمون ، وليس له فيه شيء ، وأقام الرشيد بالري أربعة أشهر ، حتى أتاه علي بن عيسى من خراسان فأهدى إليه الهدايا الكثيرة والأموال العظيمة ، وأهدى لجميع من معه من أهل بيته وولده وكتابه وقواده من الطرف والجواهر وغير ذلك ، فرأى الرشيد خلاف ما كان يظن فرده إلى خراسان ، ورجع الرشيد إلى العراق في آخر هذه السنة .
وفيها كان الفداء بين الروم والمسلمين ، فلم يبق بأرض الروم مسلم إلا فودي به . وحج بالناس في هذه السنة العباس بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله .
ودخلت سنة تسعين ومائة .
ذكر فتح هرقلة
في هذه السنة فتح الرشيد هرقلة وخربها ، وكان سبب مسيره إليها ما قدمناه في سنة سبع وثمانين من غدر نقفور ، فكان فتحها في شوال وحصرها ثلاثين يوماً . قال : ودخل البلاد في مائة ألف وخمس وثلاثين ألفاً من المرتزقة ، سوى الأتباع والمتطوعة ومن لا ديوان لهم ، ووجه داود بن عيسى بن موسى في سبعين ألفاً ، فسار في أرض