كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 14 """"""
ذكر مقتل ابني الكرماني
وفي سنة ثلاثين ومائة أيضاً : قتل أبو مسلم علياً وعثمان ابني الكرماني . وكان سبب ذلك أن أبا مسلم كان وجه موسى بن كعب إلى أبيورد فافتتحها . ووجه أبا داود إلى بلخ وفيها زياد بن عبد الرحمن ، فلما بلغه قصد أبي داود بلخ خرج في أهلها وأهل الترمذ وغيرهما من كور طخارستان إلى الجوزجان . فلما دنا أبو داود منهم انصرفوا منهزمين إلى ترمذ ، ودخل أبو داود مدينة بلخ . فكتب إليه أبو مسلم بالقدوم عليه ، ووجه مكانه أبا الميلاء يحيى بن نعيم على بلخ ، فلما قدم كاتبه زياد بن عبد الرحمن أن يصير أن أيديهم واحدة فأجابه ، فرجع زياد ومسلم بن عبد الرحمن بن مسلم الباهلي وعيسى بن زرعة السلمي وأهل بلخ وترمذ وملوك طخارستان وما وراء النهر ودونه فنزلوا على فرسخ من بلخ ، وخرج إليهم يحيى بن نعيم بمن معه ، فصارت كلمتهم واحدة - مضر وربيعة واليمن ومن معهم - على قتال المسودة ، وجعلوا الولاية عليهم لمقاتل بن حيان النبطي ، فأمر مسلم أبا داود بالعود ، فأقبل بمن معه حتى اجتعموا على نهر السرجنان ، وكان زياد وأصحابه قد وجهوا أبا سعيد القرشي مسلحة ، لئلا يأتيهم أصحاب أبي داود من خلفهم ، وكانت أعلام أبي سعيد سودا ، فلما أقبل أبو سعيد ورأى زياد ومن معه أعلام أبي سعيد وراياته سودا ظنوهم كميناً لأبي داود فوقع عامة أصحاب زياد في النهر ، وقتل منهم خلق كثير ممن تخلف ، ونزل أبو داود معسكرهم وحوى ما فيه ، ومضى زياد ويحيى ومن معهما إلى ترمذ ، واستقامت بلخ له فكتب إليه أبو مسلم بالقدوم عليه وقدم أبو داود على أبي مسلم واتفقا على أن يفرقا بين ابني الكرماني ، فبعث أبو مسلم عثمان بن الكرماني عاملاً على بلخ ، فلما قدمها أقبلت المضرية من ترمذ وعليهم مسلم بن عبد الرحمن الباهلي ، فالتقوا واقتتلوا فانهزم أصحاب عثمان وغلب مسلم على بلخ ، وكان عثمان بن الكرماني بمرو الروذ لم يشهد هذه الوقعة ، فلما بلغه الخبر أقبل هو والنضر بن صبيح المري فهرب أصحاب مسلم من ليلتهم ، فلم يمعن النظر في طلبهم ، ولقيهم أصحاب عثمان