كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 15 """"""
فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم أصحاب عثمان وقتل منهم خلق كثير ، ورجع أبو داود من مرو إلى بلخ ، وسار أبو مسلم إلى نيسابور ومعه علي بن الكرماني ، واتفق رأي أبي مسلم ورأي أبي داود على أن يقتلا ابني الكرماني ، فلما قدم أبو داود بلخ بعث عثمان عاملاً على الختل فلما خرج عثمان من بلخ تبعه أبو داود وأخذه هو وأصحابه فحبسهم جميعاً ، ثم ضرب أعناقهم صبراً ، وقتل أبو مسلم في ذلك اليوم علي بن الكرماني ، وكان أبو مسلم أمره قبل ذلك أن يسمى له خاصيته ، ليوليهم ويأمر لهم بجوائز وكساوى ، فسماهم له فقتلهم جميعاً .
ذكر قدوم قحطبة بن شبيب من قبل إبراهيم الإمام على أبي مسلم
وكان قدومه سنة ثلاثين ومائة فقدم ومعه لواء عقده له إبراهيم ، فوجهه أبو مسلم في مقدمته ، وضم إليه الجيوش وجعل إليه العزل والاستعمال ، وكتب إلى الجنود بالسمع والطاعة له .
ذكر مسير قحطبة إلى نيسابور واستيلائه عليها ومن استعمله أبو مسلم على الجهات
قال : ولما استولى أبو مسلم على خراسان وقتل ابنا الكرماني على ما تقدم بعث العمال على البلاد ، فاستعمل سباع بن النعمان الأزدي على سمرقند ، وأبا داود خالد بن إبراهيم على طخارستان ، ومحمد بن الأشعث على الطبسين ، وجعل مالك بن الهيثم على شرطته ، ووجه قحطبة إلى طوس ومعه عدة من القواد ، منهم أبو عون عبد الملك بن يزيد ، وخالد بن برمك ، وعثمان بن نهيك ، وخازم بن خزيمة وغيرهم ، فلقي قحطبة من بطوس فهزمهم ، وبلغ عدة القتلى بضعة عشر ألفاً ، ووجه أبو مسلم القاسم ابن مجاشع إلى نيسابور على طريق المحجة ، وكتب إلى قحطبة يأمره بقتال تميم بن نصر بن سيار والنابي بن سويد ومن لجأ إليهما من أهل خراسان ، ووجه أبو مسلم علي بن معقل في عشرة آلاف إلى تميم بن نصر ، وأمره أن يكون مع

الصفحة 15