كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 16 """"""
قحطبة ، وسار قحطبة إلى السوذقان - وهو معسكر تميم بن نصر والنابي بن سويد ، وقد عبأ أصحابه فدعاهم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) وإلى الرضا من آل محمد فلم يجيبوه ، فقاتلهم قتالاً شديداً ، فقتل تميم في المعركة ، وقتل من أصحابه خلق كثير ، وهرب النابي بن سويد فتحصن بالمدينة ، فحصره قحطبة ونقبوا سورها ودخلوا المدينة فقتلوا النابي ومن كان معه ، وبلغ الخبر نصر بن سيار فهرب إلى قومس وتفرق عنه أصحابه ، فسار إلى نباتة بن حنظلة بجرجان ، وقدم قحطبة نيسابور فأقام بها هو ومن معه رمضان وشوال .
ذكر مقتل نباتة بن حنظلة عامل يزيد بن هبيرة على جرجان
قد ذكرنا هرب نصر بن سيار ولحاقه بنباتة بن حنظلة ، فلما كان في ذي القعدة أقبل قحطبة إلى جرجان ، وقد نزل نباتة ونصر بن سيار الجورجان ، وخندقوا عليهم وهم في عدد وعُدد ، فهابهم أهل خراسان حتى تكلموا بذلك وظهر عليهم ، فبلغ قحطبة فقام فيهم وقوى عزائمهم وشجعهم ، وقال : إن الإمام وعدكم المصر عليهم ، وقد عهد إلي أنكم تلقونهم فينصركم الله عليهم ، فالتقوا في مستهل ذي الحجة سنة ثلاثين ومائة في يوم الجمعة ، وعلى ميمنة قحطبة ابنه الحسن ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فقتل نباتة وعشرة آلاف من أهل الشام ، وانهزم من بقي منهم ، وسار نصر بن سيار وكان بقومس فنزل خوار الري ، وكاتب ابن هبيرة يستمده وهو بواسط مع ناس من وجوه أهل خراسان ، وقال له : أمدني بعشرة آلاف قبل أن تمدني بمائة ألف ثم لا تغني شيئاً ، فحبس ابن هبيرة رسله ، فأرسل إلى مروان بن محمد يعلمه ما فعل ابن هبيرة يأمره أن يمده ، فجهز ابن هبيرة جيشاً كثيفاً عليهم ابن عطيف إلى نصر بن سيار ، قال : أما قحطبة فإنه بلغه أن أهل جرجان يريدون الخروج عليه ، فاستعرضهم وقتل منهم ما يزيد على ثلاثين ألفاً .