كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 17 """"""
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة
ذكر وفاة نصر بن سيار ودخول قحطبة الري
قال : ثم وجه قحطبة ابنه الحسن لقتال نصر في المحرم من هذه السنة ، ووجه أبا كامل وأبا القاسم محرز بن إبراهيم ، وأبا العباس المروزي إلى الحسن ابنه ، فلما كانوا قريباً منه انحاز أبو كامل وترك عسكره وأتى نصر بن سيار فأعلمه ، فصار معه وأعلمه مكان الجند ، فوجه إليهم جنداً فهرب جند قحطبة ، وخلفوا شيئاً من متاعهم فأخذه أصحاب نصر ، فبعث به نصر إلى ابن هبيرة ، فعرض له ابن عطيف بالري فأخذ الكتاب والمتاع من رسول نصر ، وبعثه إلى ابن هبيرة فغضب نصر ، وقال : أما والله لأدعن ابن هبيرة فليعرفن أنه ليس بشيء ، وكان ابن عطيف في ثلاثة آلاف ، قد بعثه ابن هبيرة مدداً لنصر ، فأقام بالري ولم يأت نصراً ، فسار نصر حتى نزل الري وعليها حبيب بن بديل النهشلي ، فلما قدمها سار ابن عطيف منها إلى همذان ، ثم عدل إلى أصفهان إلى عامر بن ضبارة ، ولما قدم نصر الري أقام بها يومين ثم مرض ، فحمل إلى ساوة فمات بها لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول منها ، وعمره خمس وثمانون سنة ، ودخل أصحابه همذان ، ولما مات نصر بعث الحسن بن قحطبة خازم بن خزيمة إلى سمنان ، وأقبل قحطبة من جرجان وقدم أمامه زياد بن زرارة القشيري ، وكان قد ندم على اتباع أبي مسلم ، فأخذ طريق أصفهان يريد عامر بن ضبارة ، فوجه قحطبة ، المسيب بن زهير الضبي فلحقه ، وقاتله فانهزم زياد وقتل عامة من معه ، ورجع المسيب إلى قحطبة ، ثم سار قحطبة إلى قومس وبها ابنه الحسن ، فقدمه إلى الري ، وبلغ حبيب بن بديل النهشلي ومن معه من أهل الشام مسير الحسن ، فخرجوا عن الري ودخلها الحسن في صفر ، وأقام حتى قدم أبوه ، فبعثه بعد مقدمه بثلاث ليال إلى همذان ، فسار عنها مالك بن أدهم ومن كان معه من أهل الشام