كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
ذكر دخول قحطبة نهاوند
قال : ولما قتل ابن ضبارة كان الحسن بن قحطبة يحاصر نهاوند ، فكتب إليه أبوه بالخبر ، فلما قرأ كتابه كبر هو وجنوده ونادوا بقتله ، فقال عاصم بن عمير السعدي : ما نادوا بقتله إلا وهو حق ، فاخرجوا إلى الحسن قبل أن يأتي أبوه أو يمده بمدد ، فقالت الرجالة : تخرجون وأنتم فرسان وتتركونا فقال مالك بن أدهم : لا أبرح حتى يقدم قحطبة ، وأقام قحطبة بأصفهان عشرين يوماً ثم سار ، فقدم على ابنه بنهاوند فحصرهم ثلاثة أشهر آخرها شوال ، ونصب عليهم المجانيق ، وأرسل إلى من بنهاوند من أهل خراسان يدعوهم إليه ، وبذل لهم الأمان فأبوا ذلك ، فأرسل إلى من بها من أهل الشام بمثل ذلك فأجابوه ، وقبلوا أمانه وبعثوا إليه أن يشغل عنهم أهل البلد بالقتال ، ليفتحوا له الباب ففعل ذلك ، ففتح أهل الشام الباب الذي يليهم وخرجوا ، فلما رأى أهل البلد ذلك سألوهم عن سبب خروجهم ، فقالوا : أخذنا لنا ولكم الأمان ، فخرج رؤساء خراسان ، فدفع قحطبة كل رجل منهم إلى قائد من قواده ، ثم أمر فنودي : من كان بيده أسير فليضرب عنقه وليأت برأسه ، ففعلوا ذلك ، فلم يبق أحد ممن كان قد هرب من أبي مسلم إلا قتل ، إلا أهل الشام فإنه وفى لهم وخلى سبيلهم ، وأخذ عليهم الأيمان والعهود . قال : ولما حاصر قحطبة نهاوند أرسل ابنه إلى مرج القلعة ، فقدم الحسن خازم بن خزيمة إلى حلوان ، وعليها عبد الله بن العلاء الكندي ، فهرب من حلوان .
ذكر فتح شهرزور
قال : ثم وجه قحطبة أبا عون عبد الملك بن يزيد الخراساني ومالك بن طواف في أربعة آلاف إلى شهرزور ، وبها عثمان بن سفيان على مقدمة عبد الله بن مروان بن محمد ، فنزلوا على فرسخين من شهرزور ، في العشرين من ذي الحجة ، وقاتلوا عثمان بعد يوم وليلة من نزولهم ، فانهزم أصحاب عثمان وقتل ، وأقام أبو عون في بلاد الموصل وقيل إن عثمان لم يقتل ولكنه هرب إلى عبد الله بن مروان ، وغنم أبو عون عسكره ، وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة ، وسير قحطبة العساكر إلى أبي عون ، فاجتمع

الصفحة 19