كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 20 """"""
معه ثلاثون ألفاً ، ولما بلغ مروان خبر أبي عون - بحران - سار منها بجنود الشام والجزيرة والموصل وبني أمية ، وأقبل نحو أبي عون حتى نزل الزاب الأكبر ، وقام أبو عون بشهرزور بقية ذي الحجة والمحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وفرض بها لخمسة آلاف .
ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائة
ذكر مسير قحطبة لقتال ابن هبيرة بالعراق وهلاك قحطبة وهزيمة ابن هبيرة
قال : ولما قدم داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة على أبيه منهزماً ، خرج يزيد نحو قحطبة في عدد كثير لا يحصى ، ومعه حوثرة بن سهيل الباهلي ، وكان مروان قد أمده به ، فسار ابن هبيرة حتى نزل جلولاء ، واحتفر الخندق الذي كان العجم احتفرته أيام وقعة جلولاء وأقام به ، وأقبل قحطبة حتى نزل عكبراء ، ودخل دجلة ومضى حتى نزل ما دون الأنبار ، وأرسل طائفة من أصحابه إلى الأنبار وغيرها ، وأمرهم بإحدار ما فيها من السفن إلى دمما ليعبر الفرات ، فحملوا إليه كل سفينة هناك ، فقطع الفرات إلى غريبة ، وذلك لثمان مضين من المحرم ، وارتحل ابن هبيرة منصرفاً مبادراً إلى الكوفة ، فعبر دجلة من المدائن ، واستعمل على مقدمته حوثرة وأمره بالمسير إلى الكوفة ، والفريقان يسيرون على جانبي الفرات ، فقال قحطبة : إن الإمام أخبرني أن لي بهذا المكان وقعة ، يكون النصر لنا ، واستدل على مخاضة فعبر منها ، وقاتل حوثرة ومحمد بن نباتة فانهزم أهل الشام ، وفقد قحطبة فقال أصحابه : من كان عنده علم من قحطبة فليخبرنا به ، فقال مقاتل بن مالك العكي : سمعت قحطبة يقول : إن حدث بي حدث فالحسن ابني أمير الناس ، فبايع الناس حميد بن قحطبة لأخيه الحسن ، وكان أبوه قد سيره في سرية ، فأرسلوا إليه فأحضروه وسلموا الأمر إليه ، وكشفوا عن قحطبة فوجدوه في جدول وحرب بن سلم قتيلين ، فظنوا أن كل واحد منهما قتل الآخر ، وقيل إن معن بن زائدة ضرب قحطبة ، لما عبر الفرات على حبل