كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
عاتقه فسقط في الماء ، فقال : شدوا يدي إذا أنا مت وألقوني في الماء ، لئلا يعلم الناس بقتلي ، وقاتل أهل خراسان فانهزم محمد بن نباتة وأهل الشام ، ومات قحطبة وقال قبل موته : إذا قدمتم الكوفة فوزير آل محمد أبو سلمة الخلال ، فسلموا هذا الأمر إليه ، وقيل بل غرق قحطبة . ولما انهزم ابن نباتة وحوثرة لحقا بابن هبيرة فانهزم لهزيمتهم ، ولحقوا بواسط وتركوا عسكرهم وما فيه من الأموال والسلاح وغير ذلك ، فأمر الحسن بن قحطبة بجمع ذلك فجمع وغنموه .
ذكر خروج محمد بن خالد بالكوفة مسوّدا
في هذه السنة خرج محمد بن خالد بن عبد الله القسري بالكوفة وسوّد قبل أن يدخلها الحسن بن قحطبة ، وأخرج عامل ابن هبيرة ، وكان خروجه ليلة عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وكان على الكوفة يوم ذاك زياد بن صالح الحارثي ، فسار محمد إلى القصر ودخله ، وارتحل زياد ومن معه من أهل الشام ، وسمع حوثرة الخبر فسار نحو الكوفة ، فتفرق عن محمد عامة من معه ، فأرسل أبو سلمة الخلال إليه يأمره بالخروج من القصر ، خوفاً عليه من حوثرة ، هذا ولم يبلغ أحداً من الفريقين بهلاك قحطبة ، فأبى محمد أن يخرج وبلغ حوثرة تفرق أصحاب محمد عنه فتهيأ لقصده ، فبينما محمد في القصر إذ أتاه بعض طلائعه ، فقال له : قد جاءت خيل من أهل الشام ، فوجه إليهم عدة من مواليه ، فناداهم الشاميون : نحن جئنا لندخل في طاعة الأمير ، ودخلوا وفيهم مليح بن خالد البجلي ، ثم جاءه جهم بن الأصبح الكناني في خيل أعظم من تلك ، ثم جاءت خيل أعظم منها مع رجل من آل بحدل ، فلما رأى حوثرة ذلك من صنع أصحابه ارتحل نحو واسط ، وكتب محمد بن خالد إلى قحطبة يعلمه أنه قد ظفر بالكوفة ، فقدم القاصد على الحسن بن قحطبة ، فقرأ الكتاب على الناس وارتحل نحو الكوفة ، فوصلها يوم الاثنين ، وقد قيل إن الحسن بن قحطبة أقبل نحو الكوفة ، بعد هزيمة ابن هبيرة وعليها عبد الرحمن بن بشير العجلي فهرب منها ، فسود محمد بن خالد ، وخرج في أحد عشر رجلاً وبايع الناس ، ودخلها الحسن من الغد ولما دخل الحسن وأصحابه الكوفة أتوا أبا سلمة الخلال وهو في بني سلمة ، فاستخرجوه وكان مختفياً ، فعسكر بالنخيلة يومين ثم ارتحل إلى حمام أعين ،

الصفحة 21