كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 22 """"""
ووجه الحسن بن قحطبة إلى واسط لقتال ابن هبيرة ، وبايع أبا سلمة الناس وكان يقال وزير آل محمد ، وهو أبو سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع ، واستعمل محمد بن خالد على الكوفة ، ووجه حميد بن قحطبة إلى المدائن في جماعة من القواد ، وبعث المسيب بن زهير وخالد بن برمك إلى ديرقنى ، وبعث المهلبي وشرحبيل إلى عين التمر ، وبعث بسام بن إبراهيم بن بسام إلى الأهواز وبها عبد الواحد بن عمر بن هبيرة ، فقاتله وأخرجه منها فالتحق عبد الواحد بالبصرة ، وبعث إلى البصرة سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب عاملاً عليها وعليها سلم ، وقد لحق به عبد الواحد فأرسل سفيان إليه ، يأمره بالتحول من دار الإمارة فأبى ، وقاتل ونادى من جاء برأس فله خمسمائة ومن جاء بأسير فله ألف درهم ، فقتل معاوية وأتى برأسه إلى سلم فأعطى قاتله عشرة آلاف ، وانكسر سفيان لقتل ابنه فانهزم وذلك في صفر .
ذكر مقتل إبراهيم بن محمد الإمام
وكان مقتله في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وسبب ذلك أن مروان بن محمد أرسل للقبض عليه بالحميمية ، ووصف للرسول صفة أبي العباس السفاح ، لأنه كان يجد في الكتب : أن من هذه صفته يقتلهم ويسلبهم ملكهم ، وسمى لرسوله إبراهيم بن محمد ، فقدم الرسول فأخذ أبا العباس بالصفة ، فلما ظهر إبراهيم وأمن قيل للرسول إنما أمرت بإبراهيم وهذا عبد الله ، فترك أبا العباس وأخذ إبراهيم ، وانطلق به إلى مروان ، فلما أتاه به قال : ليس هذه الصفة التي وصفت لك ، فقال رسله قد رأينا الصفة وإنما سميت إبراهيم ، وهذا إبراهيم فحبسه بحران ، وأعاد الرسل في طلب أبي العباس فلم يظفروا به ، وكان قد توجه إلى الكوفة على ما نذكره إن شاء الله تعالى . وقد اختلف في قتل إبراهيم ، فقيل إن مروان لما حبسه حبس سعيد بن هشام بن عبد الملك وابنيه عثمان ومروان ، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، والعباس بن الوليد بن بعد الملك ، وأبا محمد السفياني ، فهلك إبراهيم في السجن في وباء وقع بحران ، وهلك العباس بن الوليد ، وعبد الله بن عمر ، فلما كان قبل هزيمة مروان من الزاب بجمعة خرج سعيد بن هشام ومن معه ، وقتلوا صاحب السجن فقتلهم أهل حران ، وتخلف أبو محمد بالسجن فلم يخرج فيمن خرج هو وغيره ، فلما قدم مروان من الزاب خلى عنهم . وقيل إن مروان هدم على إبراهيم بيتاً فقتله . وقيل بل جعل