كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 238 """"""
ذكر خلافة المعتمد على الله
هو أبو العباس أحمد - وقيل أبو جعفر - بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور ، وأمه أم ولد اسمها فتيان ، وهو الخامس عشر من الخلفاء العباسيين ، بويع له في منتصف شهر رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، وذلك أنه لما أخذ المهتدي وحبس حضر أبو العباس وكان محبوساً بالجوسق ، فبايعه الأتراك وكتب إلى موسى بن بغا بذلك وكان بخانقين ، فحضر إلى سامرا وبايعه ، واستوزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان .
ذكر عزل عيسى بن الشيخ عن الشام وولايته أرمينية
قد ذكرنا أن ابن الشيخ كان قد استولى على دمشق وقطع الحمل عن بغداد ، واتفق أن ابن المدبر حمل من مصر إلى بغداد سبعمائة ألف دينار ، فأخذها عيسى بن الشيخ ، فأرسل إليه من بغداد حسين الخادم فطالبه بالمال ، فذكر أنه أخرجه على الجند ، فأعطاه حسين عهده على أرمينية ليقيم الدعوة للمعتمد ، وكان قد امتنع من ذلك فأخذ العهد ، وأقام الدعوة ، ولبس السواد ظناً منه أن الشام يكون بيده ، فأنفذ المعتمد أماجور وقلده دمشق وأعمالها ، فسار إليها في ألف رجل ، فلما قرب منها أنهض عيسى إليه ولده منصوراً في عشرين ألف مقاتل ، واقتتلوا فانهزم عسكر منصور وقتل هو ، فوهن عيسى وسار إلى أرمينية على طريق الساحل .
وفيها ظهر علي بن زيد العلوي بالكوفة ، واستولى عليها وأخرج عامل الخليفة منها ، وكان من أمره ما نذكره - إن شاء الله - في أخبارهم .
ودخلت سنة سبع وخمسين ومائتين .
ذكر ورود أبي أحمد الموفق من مكة وما عقد له المعتمد من الأعمال
كان سبب وروده أن أمر الزنج كان قد اشتد وعظم شرهم وفسادهم في البلاد ،