كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 239 """"""
فأرسل المعتمد على الله إلى أخيه أبي أحمد الموفق وأحضره من مكة ، فلما حضر عقد له على الكوفة وطريق مكة والحرمين واليمن ، ثم عقد له على بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرة والأهواز ، وكان بين الزنج وعمال المعتمد وقائع كثيرة نذكرها إن شاء الله في أخبارهم .
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن إسحاق بن العباس العباسي .
ودخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين .
في هذه السنة في شهر ربيع الأول عقد المعتمد لأخيه أبي أحمد الموفق على ديار مضر وقنسرين والعواصم ، وخلع على مفلح في شهر ربيع الآخر وسيرهما لحرب الزنج بالبصرة ، فقتل مفلح بسهم أصابه .
وفيها مات يارجوخ التركي في شهر رمضان وكان صاحب مصر ومقطعها ويدعى له فيها ، فلما توفي استقل أحمد بن طولون بالأمر ، وكان قبل ذلك نائبه بها .
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن إسحاق بن الحسن .
ودخلت سنة تسع وخمسين ومائتين . في هذه السنة دخلت الزنج الأهواز ، وسار موسى بن بغا لحربهم . وفيها ملك يعقوب بن الليث نيسابور على ما نذكره . وفيها قتل كنجور ، وسبب قتله أنه كان على الكوفة ، فسار عنها إلى سامرا بغير إذن ، فأمر بالرجوع فأبي فحمل إليه مال ليفرقه في أصحابه فلم يقنع به ، وسار حتى أتى عكبرا فوجه إليه من سامرا عدة من القواد فقتلوه ، وحملوا رأسه إلى سامرا .
وحج بالناس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان العباسي .
ودخلت سنة ستين ومائتين .
ذكر الفتنة بالموصل وإخراج عاملهم
كان المعتمد قد استعمل على الموصل أساتكين وهو من أكابر قواد الأتراك فسير