كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
وإسماعيل وعبد الله وعبد الصمد - بنو علي بن عبد الله بن عباس ، وموسى ابن عمه داود ، وابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي ، ويحيى بن جعفر بن تمام بن العباس ، فقدموا الكوفة في صفر من هذه السنة ، وشيعتهم من أهل خراسان بظاهر الكوفة بحمام أعين ، فأنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم في بني أود ، وكتم أمرهم من جميع القواد نحو أربعين ليلة ، وأراد فيما ذكر أن يحول الأمر إلى آل طالب ، لما بلغه موت إبراهيم الإمام ، فكان أبو الجهم يقول له : ما فعل الإمام ، فيقول لم يقدم بعد ، وكان أبو سلمة إذا سئل عن الإمام يقول : لا تعجلوا ، فلم يزل هذا دأبه حتى دخل أبو حميد محمد بن إبراهيم الحميري من حمام أعين يريد الكناسة ، فلقي خادماً لإبراهيم الإمام يقال له سابق الخوارزمي فعرفه ، فقال له ما فعل إبراهيم ؟ فأخبره أن مروان قتله ، وأنه أوصى إلى أخيه أبي العباس من بعده ، وأنه قدم الكوفة ومعه عامة أهل بيته ، فسأله أبو حميد أن ينطلق به إليهم فقال له سابق : الوعد بيني وبينك غداً في هذا الموضع ، وكره سابق أن يأتيهم به إلا بإذنهم ، فرجع أبو حميد إلى أبي الجهم وأخبره ، وهو في عسكر أبي سلمة ، فأمره أن يتلطف للقائهم ، فرجع أبو حميد إلى موضع ميعاد سابق ، فلقيه وانطلق به إليهم ، فلما دخل سأل من الخليفة منهم ؟ فقال له داود بن علي : هذا إمامكم وخليفتكم ، وأشار إلى أبي العباس ، فسلم عليه بالخلافة وقبل يديه ورجليه وعزاه بإبراهيم ، وقال : مرنا بأمرك ، ثم رجع وصحبه إبراهيم بن سلمة - رجل كان يخدم بني العباس - إلى أبي الجهم ، فأخبره عن منزلتهم وأن الإمام بعثه إلى أبي سلمة ، يسأله مائة دينار يعطيها أجرة الجمال التي حملتهم ، فلم يبعث بها إليهم ، فمشى أبو الجهم وأبو حميد وإبراهيم بن سلمة إلى موسى بن كعب ، وقصوا عليه القصة ، وبعثوا إلى الإمام بمائتي دينار مع إبراهيم بن سلمة ، واتفق رأي القواد أن يلقوا الإمام ، فمضى موسى بن كعب وأبو الجهم وغيرهم من القواد إلى أبي العباس ، وبلغ ذلك أبا سلمة فسأل عنهم ، فقيل له إنهم دخلوا الكوفة لحاجة لهم ، وأتى القوم إليهم فقالوا : أيكم عبد الله بن محمد بن الحارثية ؟ فقالوا : هذا - فسلموا عليه بالخلافة وعزوه بإبراهيم ، ورجع موسى بن كعب وأبو الجهم ، وأمر أبو الجهم بقية القواد فتخلفوا عند الإمام ، فأرسل أبو سلمة إلى أبي الجهم : أين كنت ؟ قال : ركبت إلى إمامي ، فركب أبو سلمة إلى الإمام ، فأرسل أبو الجهم إلى أبي حميد : أن أبا سلمة قد أتاكم ، فلا يدخلن على الإمام إلا وحده ، فلما

الصفحة 24