كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 241 """"""
وعلق في عنقه مصحفاً ، واستغاث بالمسلمين فأجابوه وعادت الحرب ، فأخرجوا إسحاق وأصحابه عن المدينة ، وبلغ سليمان الخبر فأمر أن يحمل في محفة ويجعل أمام الصف ، فلما رآه أهل الموصل قويت نفوسهم واشتد قتالهم ، فلم يزل الأمر على ذلك وإسحاق يراسلهم ويبذل لهم الإحسان وحسن السيرة ، فأجابوه إلى أن يدخل البلد ويقيم بالربض الأعلى ، فدخل وأقام سبعة أيام ، ثم وقع بين بعض أصحابه وبين قوم من أهل الموصل شرور ، فرجعوا إلى الحرب وأخرجوه عنها واستولى يحيى بن سليمان على الموصل ، إلى أن استعمل المعتمد الخضر بن أحمد بن عمر بن الخطاب التغلبي الموصلي في سنة إحدى وستين .
وحج بالناس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل وهو أمير مكة .
ودخلت سنة إحدى وستين ومائتين .
ذكر البيعة بولاية العهد للمفوض جعفر بن المعتمد وللموفق الناصر لدين الله أبي أحمد أخي المعتمد
قال : وفي شوال من هذه السنة جلس المعتمد على الله في دار العامة ، وولى ابنه جعفراً العهد ولقبه المفوض إلى الله وضم إليه موسى بن بغا ، فولاه أفريقية ومصر والشام والجزيرة والموصل وأرمينية وطريق خراسان ومهرجا نقذق ، وولى أخاه أبا أحمد العهد بعد جعفر ولقبه الناصر لدين الله الموفق ، وولاه المشرق وسواد الكوفة وطريق مكة والمدينة واليمن وكسكر وكور دجلة والأهواز وفارس وأصبهان وقم وكرج ودينور والري وزنجان والسند ، وعقد لكل واحد منهما لواءين أبيض وأسود ، وشرط إن حدث به أمر وجعفر لم يبلغ أن يكون الأمر للموفق ثم لجعفر بعده ، وأخذت البيعة بذلك ، فعقد جعفر لموسى على المغرب وأمر الموفق بالمسير لحرب الزنج ، فولى الموفق الأهواز والبصرة وكور دجلة مسروراً البلخي ، وسيره في