كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 242 """"""
مقدمته في ذى الحجة ، وعزم على المسير بعده ، ثم شغله حرب يعقوب الصفار على ما نذكره إن شاء الله .
وفيها كان ابتدء الدولة السامانية بولاية نصر بن أحمد الساماني ما وراء النهر على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة السامانية .
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن إسحاق العباسي .
ودخلت سنة اثنتين وستين ومائتين .
في هذه السنة كانت الحرب بين الموفق ويعقوب بن الليث الصفار على ما نذكره في أخباره . وفيها وقعت الوحشة بين الموفق وبين أحمد بن طولون أمير مصر واستحكمت ، فطلب الموفق من يتولى الديار المصرية فلم يجد أحداً ، لأن ابن طولون كانت هداياه وخدمه متصلة إلى القواد وأرباب المناصب بالعراق ، فكتب إلى أحمد بن طولون يتهدده بالعزل ، فأجابه بجواب فيه بعض الغلظة ، فسير الموفق إليه موسى بن بغا في جيش كثيف ، فسار إلى الرقة فبلغ الخبر ابن طولون فحصن الديار المصرية ، وأقام ابن بغا بالرقة عشرة أشهر لم يمكنه المسير لقلة الأموال معه ، وطالبه الأجناد بالعطاء فلم يكن معه ما يعطيهم ، فاختلفوا عليه وثاروا بوزيره عبد الله بن سليمان فاستتر ، فاضطر موسى إلى العود إلى العراق فعاد ، وتصدق ابن طولون بأموال كثيرة .
وحكى ابن الجوزي بسند رفعه إلى أبي عون الفرايضي قال : خرجت إلى مجلس أحمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومائتين ، فلما صرت بطاق الحراني رأيت رجلاً قد أمر بالقبض على امرأة ، وأمر بجرها فقالت له : اتق الله ، فأمر أن تجر فلم تزل تناشده الله وهو يأمر بجرها ، إلى أن بلغت إلى باب القنطرة ، فلما يئست من نفسها رفعت رأسها إلى السماء ، ثم قالت : قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، إن هذا الرجل يظلمني فخذه ، قال أبو عون : فوقع الرجل على ظهره ميتاً وأنا أراه ، فحمل على جنازة وانصرفت المرأة .
وحج بالناس الفضل بن إسحاق العباسي .
ودخلت سنة ثلاث وستين ومائتين .
في هذه السنة استولى يعقوب بن الليث على الأهواز . وفيها سلمت قلعة الصقالبة إلى الروم . وفيها مات الشاري الخارجي فبايع أصحابه أيوب بن حيان الوارقي ، فقتل فبايعوا محمد بن عبد الله بن يحيى الوارقي المعروف بالغلام ، فقتل