كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 243 """"""
أيضاً فبايعوا هارون بن عبد الله البجلي ، وكان من أخباره ما نذكره . وفيها مات عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المعتمد على الله ، صدمه خادم بالميدان فسقط فسال دماغه من منخريه وأذنيه فمات لوقته ، واستوزر من الغد الحسن بن مخلد ، وقدم موسى بن بغا فاختفى الحسن فاستوزر سليمان بن وهب .
ودخلت سنة أربع وستين ومائتين .
في هذه السنة أسرت الروم عبد الله بن رشيد بن كاووس ، وكان سبب ذلك أنه دخل بلد الروم في أربعين ألف مقاتل من أهل الثغور الشامية فغنم وقتل فلما رحل عن البذندون خرج عليه بطريق سلوقية وبطريق قرة وكوكب وخرشنة وأحدقوا بالمسلمين ، فنزل المسلمون وعرقبوا دوابهم وقاتلوا ، إلا خمسمائة منهم فإنهم حملوا حملة رجل واحد ونجوا على دوابهم ، وقتل الروم من قتلوا وأسر عبد الله بن رشيد بعد ضربات أصابته وحمل إلى ملك الروم . وفيها دخلت الزنج إلى واسط .
ذكر أخبار الوزراء
في هذه السنة خرج سليمان بن وهب من بغداد إلى سامرا ، وشيعه الموفق والقواد ، فلما صار إلى سامرا غضب عليه المعتمد وحبسه وقيده وانتهب داره ، واستوزر الحسن بن مخلد في ذى القعدة ، فسار الموفق إلى سامرا ومعه عبد الله بن سليمان بن وهب ، فلما قرب من سامرا تحول المعتمد إلى الجانب الغربي مغاضباً للموفق ، واختلفت الرسل بينهما فاتفقا ، وخلع على الموفق ومسرور وكيغلغ وأحمد بن موسى بن بغا وأطلق سليمان بن وهب ، وعاد إلى الجوسق وهرب الحسن بن مخلد ومحمد بن صالح بن شيرزاد ، فكتب في قبض أموالهما ، وهرب القواد الذين كانوا بسامرا مع المعتمد خوفاً من الموفق ، ووصلوا إلى الموصل وجبوا الخراج .
وفيها مات أماجور وملك أحمد بن طولون الشام وطرسوس على ما نذكره إن

الصفحة 243