كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 244 """"""
شاء الله في أخبار الدولة الطولونية وفيها ملك المسلمون مدينة سرقوسة ، وهي من أعظم بلاد صقلية وذلك في رابع عشر شهر رمضان .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى الهاشمي .
ودخلت سنة خمس وستين ومائتين .
في هذه السنة استعمل الموفق مسروراً البلخي على أعمال الأهواز ، وكانت له وقعة مع الزنج فهزمهم ، وفيها كانت وفاة يعقوب بن الليث الصفار بجند يسابور في تاسع عشر شوال ، وقام بالأمر بعده أخوه عمرو بن الليث . وفيها حبس الموفق سليمان بن وهب وابنه عبد الله وعدة من أصحابهما ، وقبض أموالهم وضياعهم خلا أحمد بن سليمان ، ثم صالح سليمان وابنه عبد الله على تسعمائة ألف دينار ، وجعلا في موضع يصل إليهما من أراد . وفيها عسكر موسى بن أوتامش وإسحاق بن كنداجق والفضل بن موسى بن بغا وعبروا جسر دجلة ، فأتبعهم الموفق صاعد بن مخلد فردهم من صرصر وخلع عليهم . وفيها خرج خمسة من بطارقة الروم إلى أذنه فقتلوا وأسروا نحواً من أربعمائة وقتلوا نحواً من ألف وأربعمائة وذلك في جمادى الأولى .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمي .
ودخلت سنة ست وستين ومائتين .
في هذه السنة غلب أساتكين على الري وأخرج عاملها ، ومضى إلى قزوين وعليها أخو كيغلغ فصالحه فعاد إلى الري وفيها كانت وقائع بين المتغلبين على الأطراف لا فائدة من ذكرها .
وحج بالناس هارون الهاشمي .
ودخلت سنة سبع وستين ومائتين .
في هذه السنة كان بين الموفق والزنج حروب طويلة ، ضعف بسببها أمرهم ، ولم يكن من أحوال الخلافة ما نذكره ، لتغلب العمال على الأطراف واشتغال بعضهم ببعض ، على ما نورد ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى .
وحج بالناس هارون .