كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 246 """"""
وقد علمتم أنه كواحد منكم ، وتناظروا في ذلك حتى ارتفع النهار ولم يرتحل المعتمد ، ثم قال لهم : قوموا بنا إلى حتى نتناظر في غير حضرة أمير المؤمنين ، فأخذ بأيديهم إلى خيمة له فلما دخلوا الخيمة قبض عليهم وقيدهم وأخذ سائر من مع المعتمد من القواد ، ثم مضى إلى المعتمد فعذله في مسيره عن دار ملكه وملك آبائه وفراق أخيه الموفق وهو على الحال التي هوبها من الحرب ، ثم حمله ابن كنداجق ومن معه حتى أدخلهم سامراً . وفيها لعن المعتمد أحمد بن طولون في دار العامة ، وأمر بلعنه على المنابر ، وولى إسحاق بن كنداجق على أعمال ابن طولون ، وفوض إليه من باب الشماسية إلى أفريقية ، وولاه شرطة الخاصة ، وكان سبب تغيره على ابن طولون أنه قطع خطبة الموفق ، وأسقط اسمه عن الطرز ، فتقدم الموفق إلى المعتمد بلعنه فلعنه مكرهاً ، وكان المعتمد في الباطن مع ابن طولون .
ودخلت سنة سبعين ومائتين .
في هذه السنة قتل صاحب الزنج . وفيها كانت وفاة الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان في شهر رجب . وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وستة أيام ، وولى بعده أخوه محمد بن زيد . وفيها كانت وفاة أحمد بن طولون وولاية ابنه خمارويه ، ومسير ابن كنداجق إلى الشام على ما نذكر ذلك كله إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة الطولونية .
قال أبو الفرج بن الجوزي في حوادث سنة سبعين ومائتين : إن الروم نزلت ناحية قلمية على ستة أميال من طرسوس وهم زهاء مائة ألف مع بطريق البطارقة اندرياس ، فبيتهم يا زمان الخادم ليلاً ، فقتل رئيسهم وخلقاً كثيراً من أصحابه يقال إنهم بلغوا سبعين ألفاً ، وأخذ لهم سبعة صلبان من ذهب وفضة فيها صليبهم الأعظم مكلل بالجوهر ، وأخذ خمسة عشر ألف دابة وبغل ومن السروج مثلها وسيوفاً محلاة بذهب وفضة ومناطق وأربع كراسي من ذهب ومائتي طوق من ذهب وآنية كثيرة ، ونحواً من عشرة آلاف علم ، وذلك في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شعر ربيع الأول .

الصفحة 246