كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 248 """"""
ودخلت سنة خمس وسبعين ومائتين .
ذكر قبض الموفق على ابنه المعتضد
في هذه السنة قبض الموفق على ابنه أبي العباس أحمد المعتضد ، وسبب ذلك أن الموفق دخل إلى واسط ثم عاد إلى بغداد ، وأمر ابنه المعتصد أن يسير إلى بعض الوجوه ، فقال : لا أخرج إلا إلى الشام ، لأنها الولاية التي ولانيها أمير المؤمنين . فغضب الموفق وقبض عليه وجعله في حجرة ووكل به ، فثار القواد من أصحابه ومن تبعهم وركبوا ، واضطربت بغداد فركب الموفق إلى الميدان ، وقال لهم : ما شأنكم أترون أنكم أشفق على ولدي مني ؟ وقد احتجت إلى تقويمه فانصرفوا .
ودخلت سنة ست وسبعين ومائتين .
في هذه السنة جعلت شرطة بغداد إلى عمرو بن الليث ، وكتب اسمه على الأعلام والأترسة وذلك في شوال ، ثم ترتب في الشرطة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر من قبل عمرو ، ثم أمر بطرح اسم عمرو عن الأعلام وغيرها في الشهر . وفيها ورد الخبر بانفراج تل بنهر البصرة يعرف بتل بني شقيق عن سبعة أقبر شبه الأحواض ، من حجر في لون المسن عليها كتابة لا يدرى ما هي ، وفيها سبعة أبدان صحيحة عليها أكفان جدد يفوح منها رائحة المسك ، أحدهم شاب له جمة وعلى شفتيه بلل كأنه قد شرب ماء وكأنه كحل ، وبه ضربة في خاصرته .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد .
ودخلت سنة سبع وسبعين ومائتين .
في هذه السنة دعي بطرسوس لخمارويه بن أحمد . وفيها ولي يوسف بن يعقوب المظالم ، وأمر أن ينادى من كان له مظلمة قبل الأمير الناصر لدين الله الموفق أو أحد من الناس فليحضر .
وحج بالناس هارون .
ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائتين .
في هذه السنة كانت الحرب ببغداد بين أصحاب وصيف الخادم والبربر