كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 250 """"""
عارية ، ثم مات الموفق في التاريخ الذي ذكرناه ، وجلس ابنه أبو العباس للتعزية ، وكان الموفق عاد لأحسن السيرة يجلس للمظالم وعنده القضاة والفقهاء وغيرهم ، فينصف الناس بعضهم من بعض ، وكان عالماً بالأدب والنسب والفقه وسياسة الملك .
ذكر البيعة للمعتضد بالله بولاية العهد
قال : ولما مات الموفق اجتمع القواد وبايعوا ابنه أبا العباس بولاية العهد بعد المفوض إلى الله ابن المعتمد ولقب المعتضد بالله ، وخطب له في يوم الجمعة بعد المفوض وذلك لسبع بقين من صفر ، واجتمع عليه أصحاب أبيه وتولى ما كان أبوه يتولاه .
وفيها قبض المعتضد على أبي الصقر وأصحابه وانتهبت منازلهم ، وطلب بني الفرات فاختفوا ، واستوزر عبيد الله بن سليمان بن وهب . وفيها كان ابتداء أمر القرامطة على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبارهم .
قال ابن الجوزي : وفي هذه السنة غار ماء النيل ، وكان ذلك شيئاً لم يعهد مثله ولا سمع في الأخبار السالفة .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد .
ودخلت سنة تسع وسبعين ومائتين .
ذكر خلع المفوض إلى الله جعفر بن المعتمد وولاية أبي العباس المعتضد بالله بن الموفق
في المحرم من هذه السنة خرج المعتمد على الله وجلس للقواد والقضاة ووجوه الناس ، وأعلمهم أنه خلع ابنه المفوض إلى الله جعفراً من ولاية العهد ، وجعلها للمعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق ، وشهدوا على المفوض أنه قد تبرأ من العهد ، وأسقط اسمه من الخطبة والسكة والطرز وغير ذلك ، وخطب للمعتضد وكان يوماً مشهوداً .
وفيها نودي بمدينة السلام ألا يقعد على الطريق ولا بالمسجد الجامع قاض ولا منجم ولا زاجر ، وحلف الوراقون ألا يبيعوا كتب الكلام والجدل .