كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 252 """"""
ذكر خلافة المعتضد بالله
هو أبو العباس أحمد بن الموفق طلحة الملقب الناصر لدين الله بن جعفر المتوكل بن المعتصم بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور ، وأمه أم ولد اسمها ضرار وقيل اسمها خفيرة ، وهو السادس عشر من الخلفاء العباسيين ، بويع له يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة تسع وسبعين ومائتين بعد وفاة عمه المعتمد على الله .
قال : ولما ولي استعمل غلاماً بدراً على الشرطة ، واستوزر عبيد الله بن سليمان بن وهب وجعل على حرسه محمد بن الشاه بن ميكال ، ووصله في شوال رسول عمرو بن الليث ومعه هدايا كثيرة ، وسأله أن يوليه خراسان فعقد له عليها ، وسير إليه الخلع واللواء والعهد ، فنصب اللواء في داره ثلاثة أيام . وفيها كانت وفاة نصر الساماني بما وراء النهر ، فقام بعمله أخوه إسماعيل بن أحمد . وفيها قدم الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصاص من مصر بهدايا عظيمة من خمارويه ، فتزوج المعتضد ابنة خمارويه وهي قطر الندى ، وأصدقها المعتضد ألف ألف درهم ، وفيها ملك أحمد بن عيسى بن الشيخ قلعة ماردين - وكانت بيد إسحاق بن كنداجق .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد العباسي ، وهي آخر حجة حجها وأول سنة حج بالناس سنة أربع وستين ومائتين .
ودخلت سنة ثمانين ومائتين .
ذكر حبس عبد الله بن المهتدي وقتل محمد بن الحسن
في هذه السنة أخذ المعتضد عبد الله بن المهتدي ومحمد بن الحسن المعروف بشيلمة وحبسهما ، وكان شيلمة هذا المعتضد بالله صاحب الزنج إلى آخر أيامه ، ثم لحق بالموفق بأمان ، وكان سبب أخذهما أن بعض المستأمنة سعى به إلى المعتضد ، وأنه يدعو