كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 254 """"""
مسير المعتضد تحالفوا أنهم يقتلون على دم واحد ، واجتمعوا وعبئوا عساكرهم ، فسار المعتضد إليهم في خيل جريدة ، فأوقع بهم وقتل منهم وغرّق في الزاب ، وسار إلى الموصل يريد قلعة ماردين وكانت لحمدان ، فهرب حمدان منها وخلف ابنه بها فنازله المعتضد ، وقاتل من فيها يومه ذلك فلما كان الغد ركب المعتضد ، وصعد إلى باب القلعة وصاح لابن حمدان فأجابه ، فقال : افتح الباب ففتحه ، فجلس المعتضد في باب القلعة وأمر بنقل ما فيها وهدمها ، ثم وجه خلف حمدان وطلبه أشد الطلب وأخذت أمواله ، ثم ظفر به المعتضد بعد عوده من بغداد ، وفي عوده قصد الحسنية وبها رجل كردي يقال له شداد ، في جيش كثيف قيل كانوا عشرة آلاف ، فظفر به وهدم قلعته . وفيها سار المعتضد إلى ناحية الجبل وقصد الدينور وولى ابنه علياً - وهو المكتفي - الري وقزوين وزنجان وأبهر وقم وهمذان والدينور ، وجعل كتابته لأحمد بن الأصبغ ، وقلد عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف أصفهان ونهاوند والكرخ ، وعاد إلى بغداد .
ودخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين .
ذكر قصد حمدان وانهزامه وعوده إلى الطاعة
في هذه السنة كتب المعتضد إلى إسحاق بن أيوب وحمدان بن حمدون بالمصير إليه وهو بالموصل ، فبادر إسحاق وتحصن حمدان بقلاعه وأودع أمواله وحرمه ، فبعث المعتضد الجيوش نحوه مع وصيف موشكير ونصر القشوري وغيره فساروا إلى حمدان فواقعوه ، فقتل من أصحابه جماعة وانهزم ، واتبعه الجند حتى ضاقت عليه الأرض ، فقصد من أصحابه جماعة وانهزم ، واتبعه الجند حتى ضاقت عليه الأرض ، فقصد خيمة إسحاق بن أيوب وهو مع المعتضد فاستجار به ، فأحضره إلى المعتضد فأمر بالاحتفاظ به وتتابع رؤساء الأكراد في طلب الأمان .
وفيها انهزم هارون الخارجي من عسكر الموصل على ما نذكره في أخباره . وفيها في ربيع الأول قبض على بكتمر بن طاشتمر وقيد وكان أميراً على الموصل ، واستعمل عليها الحسن بن علي الخراساني ويعرف بكوره . وفيها قدم ابن الجصاص بابنة خمارويه زوجة المعتضد ومعها أحد عمومتها ، وكان المعتضد بالموصل وعاد إلى