كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 255 """"""
الجبل وبلغ الكرج ، وفيها قتل خمارويه بن أحمد بن طولون على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين .
في هذه السنة سار المعتضد إلى الموصل بسبب هارون الخارجي ، وأحضر الحسين بن حمدان وسيره في طلب هارون في جماعة من الفرسان والرجال ، فقال له الحسين : إن أنا جئت به فلي ثلاث حوائج إلى أمير المؤمنين ، أولها إطلاق أبي وحاجتان أذكرهما إذا جئت به ، فقال : لك ذلك ، فانتخب ثلاثمائة فارس وسار بهم نحوه ، فظفر به وأحضره إلى المعتضد فانصرف إلى بغداد ، فوصلها لثمان بقين من شهر ربيع الأول وخلع على الحسين بن حمدان وطوقه ، وخلع على إخوته وأمر بفك قيود حمدان والتوسعة عليه ووعد بإطلاقه ، وأدخل هارون على فيل وصلبه .
وفيها كانت الفداء بين الروم والمسلمين ، وكان جملة من فودي به ألفين وخمسمائة وأربعة أنفس . وفيها أمر المعتضد بالكتب إلى جميع البلدان أن يرد الفاضل من سهام المواريث إلى ذوي الأرحام وبطل ديوان المواريث .
وفيها قتل رافع بن الليث وجيء برأسه إلى المعتضد ، فوصل في سنة أربع وثمانين فأمر بنصبه ببغداد ، وكان الذي قتله أصحاب عمرو بن الليث .
ودخلت سنة أربع وثمانين ومائتين .
في هذه السنة في شهر ربيع الأول ظهر بمصر ظلمة شديدة وحمرة في السماء ، حتى كان الرجل ينظر إلى وجه الآخر فيراه أحمر ، ومكثوا كذلك من العصر إلى العشاء الآخرة ، وخرج الناس من منازلهم يدعون ويتضرعون إلى الله . وفيها عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر ، وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على المنابر ، وذكر في الكتاب يزيد وغيره من بني أمية ، وعملت بالكتاب نسخ قرئت في جانبي بغداد ، ومنع القصاص والعامة من القعود في الجامعين ، ونهى عن الاجتماع على قاض أو مناظرة وجدل في أمر الدين ، ونهى الذين يسقون في الجامعين ألا يترحموا على معاوية ولا يذكروه ، فقال له عبيد الله بن سليمان : إنا نخاف إضطراب العامة وإثارة فتنة ، فلم يرجع إليه ، فقال عبيد الله للقاضي يوسف بن