كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 259 """"""
والعواصم فتسلمها من أصحاب هارون بن خمارويه ، وذلك في سنة ست وثمانين - حكاه ابن الأثير في تاريخه الكامل .
وقال ابن الجوزي في المنتظم : إن هارون بذل هذا المال على أن يسلم له أعمال قنسرين والعواصم ، وأن تجدد له ولاية مصر والشام فأجيب إلى ذلك ، والصواب ما حكاه ابن الأثير .
وحج بالناس : محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي .
ودخلت سنة ست وثمانين ومائتين .
في هذه السنة وجه محمد بن أبي الساج - المعروف بأبي المسافر - رهينة بما ضمن من الطاعة والمناصحة ، ومعه هدايا جليلة ، وكان المعتضد قد ولاه في سنة خمس وثمانين أعمال أذربيجان وأرمينية وبعث إليه الخلع فقبلها بعد أن كان تغلب على ذلك . وفيها أرسل عمرو بن الليث هدية من نيسابور إلى المعتضد ، قيمتها أربعة آلاف درهم - قال ابن الجوزي : كان مبلغ المال الذي وجهه أربعة آلاف ألف درهم وعشرين من الدواب بسروج ولجم محلاة ، ومائة وعشرين دابة بجلال مشهرة ، وكسوة وطيب وبزاة وطرف .
وفيها كان ابتداء أمر القرامطة بالبحرين على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبارهم . وفيها ولى المعتضد بالله ابنه علياً المكتفي قنسرين والعواصم والجزيرة ، وكان كاتبه الحسين بن عمرو النصراني ينظر في الأمور . قال أبو الفرج بن الجوزي في حوادث هذه السنة رفعه إلى محمد بن نعيم الضبي قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين يقول : تقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة ديناراً مهراً فأنكر ، فقال القاضي : شهودك ، قال : قد أحضرتهم ، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته ، فقام الشاهد وقال للمرأة : قومي ، فقال الزوج :

الصفحة 259