كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 260 """"""
تفعلون ماذا ؟ قال الوكيل ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة ، لتصح عندهم معرفتها ، فقال الزوج : فإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها ، فقالت المرأة : فإني أشهد القاضي أني قد وهبت له هذا المهر ، وأبرأته منه في الدنيا والآخرة ، فقال القاضي : يكتب هذا في مكارم الأخلاق .
ودخلت سنة سبع وثمانين ومائتين .
في هذه السنة في شهر ربيع الأول أسر عمرو بن الليث الصفار ، وملك إسماعيل بن أحمد الساماني خراسان على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في أخبارهم وفيها قتل محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والديلم على ما نذكر ذلك إن شاء الله في أخبار الدولة العلوية .
وحج بالناس في هذه السنة : محمد بن عبد الله بن داود . وفيها توفيت قطر الندى بنت خمارويه زوجة المعتضد لسبع خلون من شهر رجب ، ودفنت داخل قصر الرصافة .
ودخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين .
في هذه السنة توفي عبيد الله بن سليمان الوزير ، فعظم موته على المعتضد وفوض الوزارة إلى ابنه القاسم بن عبيد الله . وكان من أخبار المتغلبين على الأطراف على ما نذكره إن شاء الله في أخبارهم .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد .
ودخلت سنة تسع وثمانين ومائتين .
في هذه السنة لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول أخرج من كان له دار أو حانوت بباب الشماسية عن داره وحانوته ، وقيل لهم : خذوا أنقاضكم واخرجوا ، وسبب ذلك أن المعتضد بالله كان قد عزم أن يبتني لنفسه داراً يسكنها هنالك ، فخط موضع السور وحفر بعضه ، وابتدأ في دكة على دجلة لينتقل إليها فيقيم بها ، إلى أن يفرغ من بناء الدار والقصر ، فمرض المعتضد ومات قبل ذلك .