كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 28 """"""
ثم نزلا ، وداود أمامه حتى دخل القصر ، وأجلس أخاه أبا جعفر المنصور يأخذ البيعة على الناس في المسجد ، فلم يزل يأخذها عليهم حتى صلى بهم العصر ثم المغرب وجنهم الليل ، وخرج أبو العباس فعسكر بحمام أعين في عسكر أبي سلمة ، ونزل معه في حجرته بينهما ستر ، وحاجب السفاح يومئذ عبد الله بن بسام ، واستخلف على الكوفة وأرضها عمه داود بن علي ، وبعث عمه عبد الله بن علي إلى أبي عون بن يزيد بشهرزور ، وبعث ابن أخيه عيسى بن موسى إلى الحسن بن قحطبة ، وهو يومئذ يحاصر ابن هبيرة بواسط ، وبعث يحيى بن جعفر بن تمام بن عباس إلى حميد بن قحطبة بالمدائن ، وبعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر إلى بسام بن إبراهيم بن بسام بالأهواز ، وبعث سلمة بن عمرو بن عثمان إلى مالك بن الطواف . وأقام السفاح بالعسكر أشهراً ، ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية بقصر الإمارة ، وكان قد تنكر لأبي سلمة قبل تحوله حتى عرف ذلك منه .
ذكر هزيمة مروان بالزاب
قد ذكرنا أن قحطبة أرسل أبا عون عبد الملك بن يزيد الأزدي إلى شهرزور ، وأنه سار إلى ناحية الموصل ، وأن مروان سار من حران حتى بلغ الزاب وحفر خندقاً ، وكان في عشرين ومائة ألف ، وسار أبو عون إلى الزاب ، فوجه أبو سلمة إلى أبي عون عيينة بن موسى ، والمنهال بن فتان ، وإسحاق بن طلحة ، كل واحد في ثلاثة آلاف ، فلما ظهر أبو العباس بعث سلمة بن محمد في ألفين ، وعبد الله الطائي في ألف وخمسمائة ، وعبد الحميد ربعي الطائي في ألفين ، ووداس بن نضلة في خمسمائة - إلى أبي عون ، ثم قال : من يسير إلى مروان من أهل بيتي ؟ قال عبد الله بن علي : أنا ، فسيره إلى أبي عون فقدم عليه ، فتحول أبو عون عن سرادقه له ، فلما كان لليلتين خلتا من شهر جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة سأل عبد الله ابن علي عن مخاضة بالزاب فدل عليها ، فأمر عيينة بن موسى فعبر في خمسة آلاف ، فانتهى إلى عسكر مروان فقاتلهم حتى أمسوا ، ورجع إلى عبد الله ، وأصبح مروان فعقد جسراً وعبر النهر ، وسير ابنه عبد الله فنزل أسفل من عسكر عبد الله ، فبعث عبد الله بن علي المخارق بن غفار في أربعة آلاف نحو عبد الله بن مروان ، فبعث ابن مروان إليه