كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 30 """"""
فقالوا : كذبتم ، لا يفر ، وسبه أهل الموصل ، وقالوا له : يا جعدي ، يا معطل ، الحمد لله الذي أزال سلطانكم ، وذهب بدولتكم ، الحمد لله الذي أتانا بأهل بيت نبينا ، فسار إلى حران فأقام بها نيفاً وعشرين يوماً ، وسار عبد الله حتى دخل الموصل فعزل هشاماً ، واستعمل عليها محمد بن صول ، ثم سار في أثر مروان ، فلما دنا منه حمل مروان أهله وعياله ومضى منهزماً ، وخلف بحران ابن أخيه إبان بن يزيد ، فقدم عبد الله حران فلقيه إبان مسوداً مبايعاً ، فبايعه وأمنه هو ومن كان معه بحران والجزيرة ، ومضى مروان إلى حمص فلقيه أهلها بالطاعة ، وأقام يومين أو ثلاثاً وسار ، فلما رأوا قلة من معه طمعوا فيه ، وقالوا : مرعوب منهزم فاتبعوه ، والتقوا فقاتلهم وهزمهم ، وأتى مروان دمشق وعليها الوليد بن معاوية بن مروان ، فحلفه بها ومضى إلى فلسطين . قال : وكان السفاح قد كتب إلى عبد الله بن علي باتباع مروان ، فسار من حران بعد أن هدم الدار التي كان إبراهيم قد حبس بها ، ووصل إلى منبج وقد سودوا فأقام بها ، وأتته بيعة أهل قنسرين ، وقدم عليه أخوه عبد الصمد بن علي مدداً من قبل السفاح في أربعة آلاف ، فسار عبد الله إلى قنسرين ثم إلى حمص فبايع أهلها ، وأقام بها أياماً ثم سار إلى بعلبك فأقام بها يومين ، ثم سار فنزل قرية مزة ، ونزل أخوه صالح بن علي مرج عذراء في ثمانية آلاف ، وكان السفاح قد بثعه مدداً لعبد الله ، ثم تقدم عبد الله فنزل على الباب الشرقي ، ونزل صالح على باب الجابية ، وأبو عون على باب كيسان ، وبسام بن إبراهيم على الباب الصغير ، وحميد بن قحطبة على باب توما ، وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس ، وبدمشق يومئذ الوليد بن معاوية فحصروه بها ودخلوها عنوة في يوم الأربعاء لخمس مضين من شهر رمضان منها ، فقاتلوا فيها ثلاث ساعات ، وقتل الوليد بن معاوية فيمن قتل ، وأقام عبد الله بدمشق خمسة عشر يوماً ، ثم سار يريد فلسطين فلقيه أهل الأردن وقد سودوا ، فأقام بفلسطين ، وأتاه كتاب السفاح يأمره

الصفحة 30