كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
فقالت : يا عم أمير المؤمنين ، حفظ الله لك من أمرك ما تحب حفظه ، نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمك ، فليسعنا من عفوك ما وسعكم من جورنا ، قال : إذن لا أستبقي منكن واحدة ، ألم يقتل أبوك ابن أخي إبراهيم ؟ ألم يقتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي بن الحسين وصلبه في الكوفة ؟ ألم يقتل الوليد بن يزيد - يحيى بن زيد وصلبه بخراسان ؟ ألم يقتل ابن زياد الدعي مسلم بن عقيل ؟ ألم يقتل يزيد بن معاوية - الحسين بن علي وأهل بيته ؟ ألم يخرج إليه بحرم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سبايا فوقفهن موقف السبي ؟ ألم يحمل إليه رأس الحسين وقد فرغ دماغه ؟ فما الذي يحملني على الإبقاء عليكن ؟ قالت : فليسعنا عفوكم ، أما هذا فنعم ، وإن أحببت زوجتك ابني الفضل ، فقالت : بل تحملنا إلى حران ، فحملهن إليها .
ذكر من قتل من بني أمية بعد مقتل مروان بن محمد
قال : دخل سديف مولى للسفاح عليه وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه السفاح ، فقال سديف :
لايغرنك ما ترى من رجال . . . إن تحت الضلوع داءً دويا
فضع السيف وارفع السوط حتى . . . لا ترى فوق ظهرها أمويا
فقال سليمان قتلتني يا شيخ ودخل السفاح ، وأخذ سليمان فقتل ، قال : ودخل شبل بن عبد الله مولى بني هاشم على عبد الله بن علي وعنده من بني أمية نحو تسعين رجلاً على الطعام ، فأقبل عليه شبل فقال :
أصبح الملك ثابت الأساس . . . بالبهاليل من بني العباس
طلبوا وتر هاشم فشفوها . . . بعد ميل من الزمان وباس
لا تقيلن عبد شمس عثارا . . . واقطعن كل رقلة وغراس
ذلها أظهر التودد منها . . . وبها منكم كحر المواسي
فلقد غاظني وغاظ سوائي . . . قربهم من نمارق وكراسي