كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
عبد مناف ، فالرحم تبل ولا تفل ، وترفع ولا توضع ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يهبهم لي فليفعل ، وإن فعل فليجعل كتاباً عاماً إلى البلدان ، شكراً لله تعالى على نعمه عندنا وإحسانه إلينا ، فأجابه إلى ذلك . وكتب لهم أماناً ، وكان هذا أول أمان بني أمية .
ذكر الخلاف على أبي العباس السفاح وأخبار من خالف وخلع
في هذه السنة : خلع حبيب بن مرة المري ، ومعه أهل البثنية وحوران ، وكان من قواد مروان ، فحمله الخوف على نفسه على الخلاف ، فخرج إليه عبد الله بن علي وقاتله دفعات ، ثم صالحه عبد الله لما خلع أبو الورد .
ذكر خلع أبي الورد وأهل قنسرين ودمشق
وفيها خلع أبو الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي ، وكان من أصحاب مروان وقواده ، وكان قد بايع عبد الله بن علي وأقام بقنسرين ، وكان ولد مسلمة بن عبد الملك مجاورين له ببالس والناعورة ، فقدم قائد من قواد عبد الله إلى بالس ، فبعث بولد مسلمة ونسائهم ، فشكى بعضهم ذلك إلى أبي الورد ، فقتل ذلك القائد ومن معه وأظهر الخلع لعبد الله ، ودعا أهل قنسرين إلى ذلك فبيضوا بأجمعهم ، والسفاح يومئذ بالحيرة وعبد الله بن علي يقاتل حبيب بن مرة ، فلما بلغ عبد الله ذلك صالح حبيب بن مرة وأمنه ، وسار إلى قنسرين للقاء أبي الورد ، فمر بدمشق فخلف بها أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي في أربعة آلاف ، وكان بدمشق أهل عبد الله وأمهات أولاده وثقله ، فلما قدم حمص انتقض أهل دمشق وبيضوا ، وقاموا مع عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي فلقوا أبا غانم ومن معه فهزموه ، وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة ، وانتهبوا ثقل عبد الله ولم يتعرضوا لأهله ، وأجمعوا

الصفحة 34