كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 40 """"""
ودخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة
ذكر دخول ملك الروم ملطية وقاليقلا
في هذه السنة أقبل قسطنطين ملك الروم إلى ملطية وكمخ ، فنزل كمخ فاستنجد أهلها بأهل ملطية فسار إليهم منها ثمانمائة مقاتل ، فقاتلهم الروم فانهزم المسلمون ، ونازل الروم ملطية وحصروها ، والجزيرة يومئذ مفتونة بما ذكرناه ، وعاملها موسى بن كعب بحران ، فأرسل قسطنطين إلى أهل ملطية : إني لم أحصركم إلا على علم من اختلاف المسلمين ، فلكم الأمان وتعودون إلى بلاد المسلمين حتى أخرب ملطية ، فلم يجيبوه ، فنصب المجانيق فأذعنوا وسلموا البلد بالأمان ، وانتقلوا إلى بلاد الإسلام ، فخربها الروم ورحلوا عنها ، وسار ملك الروم إلى قاليقلا فنزل مرج الخصي ، وأرسل كوشان الأرمني فحصرها ، فنقب أخوان من الأرمن من أهل المدينة سورها ، فدخل كوشان ومن معه البلد فغلبوا عليها ، وقاتلوا الرجال وسبوا النساء والذرية ، وساق الغنائم إلى ملك الروم .
وفيها وجه السفاح عمه سليمان والياً على البصرة وأعمالها وكور دجلة والبحرين ومهرجا نقذق واستعمل عمه إسماعيل بن علي على الأهواز . وفيها مات داود بن علي في شهر ربيع الأول واستخلف ابنه موسى ، فاستعمل السفاح على مكة والمدينة والطائف واليمامة خاله زياد بن عبيد الله بن عبد المدان الحارثي ، ووجه محمد بن يزيد بن عبد المدان الحارثي على اليمن . وفيها توجه محمد بن الأشعث إلى أفريقية فقاتل أهلها حتى فتحها .
وفيها خرج شريك بن شيخ المهري ببخارى على أبي مسلم ، ونقم عليه وقال : ما على هذا اتبعنا آل محمد ، نسفك الدماء ونعمل بغير الحق ، وتبعه أكثر من ثلاثين ألفاً ، ووجه إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعي فقتله زياد .