كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 41 """"""
وفيها عزل يحيى بن محمد عن الموصل واستعمل مكانه إسماعيل بن علي وفيها توجه أبو داود خالد بن إبراهيم إلى الختل فتحصن ملكها منه هو وأناس ، فألح عليه أبو داود فخرج هو ومن معه من دهاقينه ، فسار حتى انتهى إلى أرض فرغانة ، ودخل بلد الترك وانتهى إلى ملك الصين ، وأخذ أبو داود من ظفر به منهم ، فبعث بهم إلى أبي مسلم .
وحج بالناس في هذه السنة زياد بن عبيد الله .
ودخلت سنة أربع وثلاثين ومائة .
ذكر خلع بسام بن إبراهيم وما كان من أمره وقتل أخوال السفاح
في هذه السنة خلع بسام بن إبراهيم ، وكان من فرسان أهل خراسان ، وسار من عسكر السفاح هو وجماعة على رأيه سراً إلى المدائن ، فوجه إليهم السفاح خازم بن خزيمة فاقتتلوا ، فانهزم بسام وقتل أكثر من معه واستبيح عسكرهم ، وتبعهم خازم إلى أن بلغ ماه ، ثم انصرف فمر بذات المطامير ، وبها أخوال السفاح من بني عبد المدان وهم خمسة وثلاثون رجلاً ، ومن غيرهم ثمانية عشر ومن مواليهم سبعة عشر ، فلم يسلم عليهم فلما جاوزهم شتموه ، وكان في قلبه منهم ، لأنه بلغه أن المغيرة بن الفزع من أصحاب بسام لجأ إليهم ، فرجع إليهم فسألهم عن المغيرة ، فقالوا : مر بنا رجل مجتاز لا نعرفه ، فأقام في قريتنا ليلة ثم خرج منها ، فقال لهم : أنتم أخوال أمير المؤمنين يأتيكم عدوه فيأمن في قريتكم فهلا اجتمعتم فأخذتموه فأغلظوا له في الجواب فأمر بهم فضربت أعناقهم جميعاً ، وهدم دورهم ونهب أموالهم ثم انصرف ، فبلغ ذلك اليمانية فاجتمعوا ، ودخل زياد بن عبيد الله الحارثي معهم على السفاح ، فقالوا : إن خازماً اجترأ عليك واستخف بحقك ، وقتل أخوالك الذين قطعوا البلاد وأتوك ، معتزين بك طالبين معروفك ، حتى إذا صاروا في جوارك قتلهم خازم ، ونهب أموالهم وهدم دورهم بلا حدث أحدثوه ، فهم بقتل خازم ، فبلغ ذلك موسى بن كعب وأبا الجهم بن عطية ، فدخلا على السفاح وصرفوه عن ذلك ، وقالا إن له سابقة