كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
وإن كنت لا بد قاتله فابعثه لأمر ، إن قتل فيه فقد بلغت الذي تريد ، وإن ظفر كان ظفره لك ، وأشاروا عليه بتوجيهه إلى من بعمان من الخوارج ، وإلى الخوارج الذين بجزيرة ابركاوان مع شيبان بن عبد العزيز اليشكري ، وأمر السفاح بتوجيهه مع سبعمائة رجل ، وكتب إلى سليمان بن علي وهو بالبصرة بحملهم في السفن إلى جزيرة ابراكاوان وعمان ، فسار خازم .
ذكر خبر الخوارج وقتل شيبان بن عبد العزيز
قال : وسار خازم إلى البصرة وقد انتخب من أهله وعشيرته ومواليه ومن أهل مرو الروذ من يثق به ، ثم سار فلما وصل إلى البصرة انضم إليه عدة من بني تميم ، فساروا في البحر إلى جزيرة ابراكاوان ، فوجه خازم نضلة بن نعيم النهشلي في خمسمائة إلى شيبان ، فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً ، فركب شيبان وأصحابه في السفن إلى عمان وهم صفرية ، فقاتلهم الجلندي وأصحابه وهم أباضية ، واشتد القتال بينهم فقتل شيبان ومن معه ، وقد ذكرنا في سنة تسع وعشرين ومائة في أخبار مروان بن محمد قتل شيبان هذا ، وليس هو شيبان الذي قتل بخراسان ، ذاك شيبان بن سلمة ، ثم سار خازم في البحر بمن معه حتى أرسلوا بساحل عمان ، فخرجوا فلقيهم الجلندي وأصحابه ، فاقتتلوا قتالاً شديداً وكثر القتل بينهم ، ثم اقتتلوا من الغد فقتل من الخوارج نحو تسعمائة ، وأحرقوا منهم نحو تسعين رجلاً ، ثم التقوا بعد سبعة أيام من مقدم خازم ، وجعلوا النفط على اسنة رماحهم ، وأضرموا بيوت أصحاب الجلندي وكانت من خشب فاحترقت ، واشتغلوا بها وبمن فيها من أولادهم وأموالهم ، فحمل عليهم أصحاب خازم فقتل الجلندي ، وبلغ عدة القتلى عشرة آلاف ، فبعث برءوسهم إلى البصرة ثم إلى السفاح ، واستقدم خازماً بعد ذلك بشهر فقدم عليه .
وفيها وجه السفاح موسى بن كعب إلى السند لقتال منصور بن جمهور ، فسار إليه والتقوا فانهزم منصور ومن معه ، فمات عطشاً في الرمال ، وقيل أصابته بطنة فمات ، وسمع خليفته على السند بهزيمته فرحل بعيال منصور ، فدخل بهم بلاد الخزر .

الصفحة 42