كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 43 """"""
وفيها توفي محمد بن يزيد وهو على اليمن ، فاستعمل السفاح مكانه على ابن الربيع بن عبيد الله . وفيها تحول السفاح من الحيرة إلى الأنبار في ذى الحجة . وفيها ضرب المنار والأميال من الكوفة إلى مكة المشرفة . وحج بالناس عيسى بن موسى وهو على الكوفة .
ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائة
ذكر خروج زياد بن صالح
في هذه السنة خرج زياد بن صالح وراء النهر ، فسار إليه أبو مسلم من مرو ، وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم - نصر بن راشد إلى ترمذ ، مخافة أن يبعث زياد بن صالح إلى الحصن والسفن فيأخذها ، ففعل ذلك نصر وأقام بها ، فخرج عليه ناس من الطالقان مع رجل يكنى أبا إسحاق فقتلوا نصراً ، فبعث أبو داود عيسى بن ماهان فقتل قتلة نصر ، ومضى أبو مسلم مسرعاً حتى انتهى إلى آمل ومعه سباع بن النعمان الأزدي ، وكان السفاح قد أرسله لقتال زياد بن صالح ، وأمره إن رأى فرصة أن يثب على أبي مسلم ويقتله ، فأخبر أبا مسلم بذلك فحبس سباعاً بآمل ، وغزا أبو مسلم حتى نزل بخارى ، فأتاه عدة من قواد زياد قد خلعوا زياداً ، وأخبروا أبا مسلم أن سباع بن النعمان أفسد زياداً ، فكتب إلى عامله بآمل أن يقتله فقتله ، ولجأ زياد إلى دهقان هناك فقتله ، وحمل رأسه إلى أبي مسلم ، فرجع إلى مرو . وفيها غزا عبد الرحمن بن حبيب جزيرة صقلية فغنم ونهب وسبى بعد أن غزا تلمسان . وحج بالناس في هذه السنة سليمان بن علي .
ودخلت سنة ست وثلاثين ومائة
ذكر وفاة أبي العباس السفاح
في هذه السنة : توفي أبو العباس عبد الله بن محمد السفاح ، وكانت وفاته بالأنبار بالمدينة التي بناها وسماها الهاشمية ، لثلاث عشرة ليلة خلت من ذى الحجة