كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
أهل خراسان والعراق عند ترددهم إليه ، أن الأمر صائر إلى ولده محمد بن علي ، وأمرهم بقصده بعده ، فلما مات أبو هاشم قصدوا محمداً وبايعوه ، وعادوا فدعوا الناس إليه فأجابوهم ، وكان الذين سيرهم إلى الآفاق جماعة ، فوجه ميسرة إلى العراق ، ومحمد بن خنيس وأبا عكرمة السراج - وهو أبو محمد الصادق - وحيان العطار - خال إبراهيم بن سلمة - إلى خراسان ، وعليها يوم ذاك الجراح الحكمي ، وأمرهم بالدعاء إليه وإلى أهل بيته ، فلقوا من لقوا ثم انصرفوا بكتب من استجاب إلى محمد بن علي فدفعوها إلى ميسرة ، فبعث بها إلى محمد ، واختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثني عشر نقيباً ، منهم سليمان بن كثير الخزاعي ، ولاهز بن قريظ التميمي ، وقحطبة بن شبيب الطائي ، وموسى ابن كعب التميمي ، وخالد بن إبراهيم أبو داود من بني شيبان بن ذهل ، والقاسم بن مجاشع التميمي ، وعمران بن إسماعيل أبو النجم مولى أبي معيط ، ومالك بن الهيثم الخزاعي ، وطلحة بن زريق الخزاعي ، وعمرو ابن أعين أبو حمزة مولى خزاعة ، وشبل بن طهمان أبو علي الهروي مولى لبني حنيفة ، وعيسى بن أعين مولى خزاعة ، واختار سبعين رجلاً فكتب إليهم محمد بن علي كتاباً ، ليكون لهم مثالاً وسيرة يسيرون بها ، وذلك في سنة مائة من الهجرة .
ذكر مولد أبي العباس السفاح
قال : كان عبد الملك بن مروان قد منع محمد بن علي على أباه من زواج أمه ، وهي ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي ، ثم منعه الوليد وسليمان بعده لأنهم كانوا يرون أن ملكهم يزول على يد رجل من بني العباس يقال له ابن الحارثية ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكى محمد بن علي ذلك ، وسأله ألا يمنعه من زواجها وكانت بنت خاله ، فقال له عمر : تزوج من شئت فتزوجها ، فولدت له أبا العباس السفاح في شهر ربيع الآخر سنة أربع ومائة ، ووصل إلى أبيه محمد بن علي أبو محمد الصادق من خراسان في عدة من أصحابه ، فأخرج إليهم أبا العباس في خرقة وله خمسة عشر يوماً ، وقال لهم هذا صاحبكم الذي يتم الأمر على يديه ، فقبلوا أطرافه ، وقال لهم : والله ليتمن هذا الأمر حتى تدركوا ثأركم من عدوكم .
وفي سنة خمس ومائة : قدم بكير بن ماهان من السند وكان بها مع الجنيد بن عبد الرحمن ، فلما عزل الجنيد قدم بكير إلى الكوفة ، ومعه أربع لبنات من فضة

الصفحة 5