كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 53 """"""
وتسمى فيروز إصبهبذ ، فلما صار بالري أخذ خزائن أبي مسلم التي كان خلفها هناك لما حج ، وسبى الحرم ونهب الأموال ولم يتعرض للتجار ، وأظهر أنه يريد قصد الكعبة ليهدمها ، فوجه إليه المنصور جمهور بن مرار العجلي في عشرة آلاف فارس ، فالتقوا بين همذان والريي على طرف المفازة ، فعزم جمهور على مطاولته فلما التقوا قدم سنباذ النساء من سبايا المسلمات على الجمال في المحامل ، فلما رأين عسكر المسلمين قمن في المحامل ونادين : وامحمداه ذهب الإسلام ، وقعقت الريح في أثوابهن فنفرت الإبل ، وعادت على عسكر المجوس فتفرقوا ، وكانت الهزيمة عليهم وتبع المسلمون الإبل ، فوضعوا السيوف في المجوس ومن معه فقتلوهم كيف شاءوا ، وكان عدد القتلى نحواً من ستين ألفاً وسبى ذراريهم ونساءهم ، ثم قتل سنباذ بين طبرستان وقومس ، وكان بين مخرجه وقتله سبعون ليلة ، وكان سبب قتله أنه قصد طبرستان ملتجئاً إلى صاحبها ، فأرسل إلى طريقه غلاماً له اسم طوس ، فضرب عنق سنباذ وأخذ ما معه من الأموال ، وكتب إلى المنصور بقتله ، فطلب المنصور الأموال التي كانت معه من صاحب طبرستان فأنكرها ، فسير الجنود فهرب إلى بلاد الديلم .
ذكر خروج ملبد الشيباني وقتله
وفي هذه السنة خرج ملبد بن حرملة الشيباني فحكم بناحية الجزيرة ، فسار إليه روابط الجزيرة وهم نحو ألف فارس ، فقاتلهم فهزمهم ، ثم سار إليه يزيد بن حاتم المهلبي فهزمه ملبد ، فوجه إليه المنصور مولاه مهلهل بن صفوان في ألفين نخبة الجند فهزمهم ، واستباح عسكرهم ، ثم وجه إليه نزاراً قائداً من قواد خراسان ، فقتله ملبد وهزم أصحابه ، ثم وجه إليه زياد بن مشكان في جمع كثير فهزمهم ، فوجه إليه صالح بن صبيح في جيش كثيف وخيل كثيرة وعدة فهزمهم ، ثم سار إليه حميد بن قحطبة - وهو يومئذ على الجزيرة - فهزمه ملبد ، وتحصن منه حميد وأعطاه مائة ألف درهم ، على أن يكف عنه ، فلما بلغ ذلك المنصور وجه إليه عبد العزيز بن عبد الرحمن ، وضم إليه زياد بن مشكان ، فأكمن له ملبد مائة فارس ، فلما التقوا خرج الكمين عليهم ، فانهزم عبد العزيز وقتل عامة أصحابه ، فوجه إليه خازم بن خزيمة في نحو ثمانية آلاف من المروروذية ، والتقوا واقتتلوا مرة بعد أخرى ، فانهزمت ميمنة خازم وميسرته وثبت هو في القلب ، فنادى في أصحابه : الأرض ، الأرض ، فنزلوا وعقروا عامة دوابهم وضربوا بالسيوف حتى تقطعت ، وتراجع أصحاب خازم ورشقوا

الصفحة 53