كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 54 """"""
أصحاب ملبد بالسهام ، فقتل ملبد في ثمانمائة رجل بالنشاب - وكانوا قد ترجلوا ، وقتل منهم قبل ذلك ثلاثمائة ، وهرب الباقون فاتبعهم أصحاب خازم ، فقتل منهم مائة وخمسون رجلاً ، وذلك في سنة ثمان وثلاثين ومائة . وقيل إن خروجه كان فيها .
وحج بالناس في هذه السنة إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس وهو على الموصل .
ودخلت سنة ثمان وثلاثين ومائة .
ذكر خلع جمهور بن مرار وقتله
في هذه السنة خلع جمهور بن مرار العجلي ، وسبب ذلك أنه لما هزم سنباذ حوى ما في عسكره ، وكان فيه خزائن أبي مسلم فلم يوجهها إلى المنصور ، فخاف فخلع ، فوجه المنصور لحربه محمد بن الأشعث في جيش عظيم ، فسار نحو الري ففارقها جمهور نحو أصفهان فملكها ، فأرسل محمد عسكراً وأقام هو بالري ، فأشار على جمهور بعض أصحابه أن يسير في نخبة عسكره نحو محمد ، فسار إليه فبلغ محمداً الخبر فاحتاط وحذر ، وأتاه عسكر من خراسان فقوي بهم ، والتقوا بقصر الفيروزان بين الري وأصفهان ، واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم أصحاب جمهور ، ولحق بأذربيحان ، وقتل من أصحابه خلق كثير ، ثم قتله أصحابه باسباذروا وحملوا رأسه إلى المنصور .
وفي هذه السنة خرج قسطنطين - ملك الروم - إلى بلاد الإسلام ، فدخل ملطية عنوة وقهر أهلها وهدم سورها ، وعفا عمن فيها من المقاتلة والذرية ، ثم بنى صالح بن علي ما هدمه الروم من سورها .
وفيها بايع عبد الله بن علي للمنصور في المسجد الحرام . وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن صالح بن علي .
ودخلت سنة تسع وثلاثين ومائة .
في هذه السنة : كان الفداء بين المنصور وملك الروم ، فاستنقذ المنصور أسرى قاليقلا وغيرهم من الروم ، وعمرها ورد أهلها إليها ، وندب إليها جنداً من أهل الجزيرة وغيرهم .